الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيقول صلى الله عليه وسلم: (ثَلاثَةٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ، وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ، قَالَ: مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ، وَلا ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلَمَةً فَصَبَرَ عَلَيْهَا إِلا زَادَهُ اللَّهُ عِزًّا، وَلا فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ) رواه أحمد والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
فما دمت مالكاً للنصاب فيجب عليك أن تؤدي زكاته إذا حال عليه الحول، ولو كنت تجمعه من أجل الزواج، وإذا جاء يوم النحر وأنت مالك للنصاب وجبت عليك الأضحية ولن ينقص مالك، وذلك تصديقاً لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أقسم بأن الصدقة لا تنقص المال، ولقوله تعالى: {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِين}.
وبناء على ذلك:
فالأضحية واجبة عليك يوم النحر إذا كنت مالكاً للنصاب، ولا حرج من توكيل شخص مسلم في ذبح الأضحية عنك أينما كان، وإن كان الأولى أن تشهد أنت أضحيتك، لأنه يُغفر للمضحي بأول قطرة تقطر من دمها، كما جاء في الحديث الذي رواه الطبراني والحاكم عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يَا فَاطِمَةُ، قُومِي فَاشْهَدِي أُضْحِيَّتَكِ، فَإِنَّهُ يُغْفَرُ لَكِ بِأَوَّلِ قَطْرَةٍ مِنْ دَمِهَا كُلُّ ذَنْبٍ عَمِلْتِيهِ، وَقُولِي: إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ عِمْرَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا لَكَ وَلأَهْلِ بَيْتِكَ خَاصَّةً، فَأَهْلُ ذَاكَ أَنْتُمْ، أَوْ لِلْمُسْلِمِينَ عَامَّةً؟ قَالَ: بَلْ لِلْمُسْلِمِينَ عَامَّةً). هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
