الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن من واجبات الصلاة قراءةَ سورةٍ بعد الفاتحة، وأقلُّ الواجب أن يقرأ بمقدار ثلاثين حرفاً، كقوله تعالى: {ثُمَّ نَظَر * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَر * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَر}. هذا عند السادة الحنفية، أما عند جمهور الفقهاء فقراءة شيء من القرآن بعد سورة الفاتحة سنَّة.
وتجب عند الحنفية قراءة السورة القصيرة أو ثلاث آيات تُقدَّر بثلاثين حرفاً في الركعتين الأُولَيَيْنِ من الفرض، لمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم على القراءة فيهما، أما القراءة في الركعتين الأخريين من الفرض في صلاة رباعية أو ثلاثية فإنها تكره تنزيهاً، فمن قرأ فيهما شيئاً لا يجب عليه سجود السهو.
أما قراءة السورة في صلاة الوتر والسنن المؤكدة وغير المؤكدة فإنها واجبة عند السادة الحنفية، فيجب على المصلي في صلاة الوتر وجميع السنن أن يضمَّ سورة قصيرة أو ثلاث آيات قصيرة تُقدَّر بثلاثين حرفاً في جميع ركعات الوتر والسنن الرباعية، لحديث أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (أَمَرَنَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَقْرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَمَا تَيَسَّرَ) رواه أحمد. والأمر للوجوب، وفي رواية: (لا صَلاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِالْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُورَةٍ فِي فَرِيضَةٍ أَوْ غَيْرِهَا) رواه ابن ماجه.
وعند جمهور الفقهاء القراءة في جميع ركعات الوتر والسنن سنة. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
