الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أَخِي الكَرِيمُ: أَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يُسَدِّدَ خُطَاكُمْ وَيُكْرِمَنَا وَإِيَّاكُمْ بِالاسْتِقَامَةِ حَتَّى نَلْقَاهُ وَهُوَ عَنَّا رَاضٍ، وَأَرْجُو اللهَ تعالى أَنْ تَكُونُوا حُجَّةً عَلَى غَيْرِكُمْ.
أَخِي الكَرِيمُ: هَذَا العَقْدُ لَا يَجُوزُ شَرْعًا، وَذَلِكَ لِسَبَبَيْنِ:
الأَوَّلُ: ثَمَنُ البَيْتِ غَيْرُ مَعْلُومٍ، وَجَهَالَةُ الثَّمَنِ مُفْسِدَةٌ للعَقْدِ، وَتَوَجَّبَ فَسْخُهُ شَرْعًا.
الثَّانِي: هَذِهِ النِّسْبَةُ الرِّبَوِيَّةُ المُضَافَةُ إلى ثَمَنِ البَيْتِ تَحْرُمُ شَرْعًا، وَلَا يُعْتَبَرُ هَذَا العَقْدُ بَيْعًا بِالتَّقْسِيطِ، لِأَنَّ البَيْعَ بالتَّقْسِيطِ يَكُونُ فِيهِ الثَّمَنُ مَعْلُومًا، وَيَدْفَعُ المَبْلَغَ في أَوْقَاتِهِ المُحَدَّدَةِ، وَهُوَ غَيْرُ قَابِلٍ للزِّيَادَةِ بِسَبَبِ التَّأْخِيرِ.
وَهَذَا الأَمْرُ غَيْرُ مُتَوَفِّرٍ في هَذَا العَقْدِ، لِأَنَّهُ مِنَ المَعْلُومِ بِأَنَّ المُشْتَرِي إِذَا تَأَخَّرَ عَنْ دَفْعِ القِسْطِ تَرَتَّبَتْ عَلَيْهِ فَائِدَةٌ رِبَوِيَّةٌ، وَهَذَا الشَّرْطُ كَذَلِكَ مُفْسِدٌ للعَقْدِ.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
هَذَا العَقْدُ لَا يَجُوزُ شَرْعًا، وَيَجِبُ فَسْخُهُ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |