الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فلا خلاف بين الفقهاء بأن أوَّل وقت صلاة الضحى من ارتفاع الشمس بمقدار ميل ـ ما يقارب ربع ساعة من الشروق ـ ويمتدُّ وقتها إلى قبيل زوالها عن كبد السماء، ما لم يدخل وقت النهي، ووقت النهي هو عند استواء الشمس في وسط السماء.
وكذلك لا خلاف بين الفقهاء في أن أفضل وقت لصلاة الضحى إذا علت الشمس، واشتدَّ حرُّها، لقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (صَلاةُ الأَوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الْفِصَالُ) رواه مسلم.
والمقصود بصلاة الأوابين هنا صلاة الضحى، ومعنى ترمض الفصال: أي عندما تحمى الرمضاء ـ الرمل ـ فتبرك الفصال من شدة الحر. والفصال جمع فصيل، وهو الصغير من الإبل.
وبناء على ذلك:
فأول وقت صلاة الضحى بعد طلوع الشمس وارتفاعها بمقدار ميل، وأفضل وقتها حين يشتدُّ الحر، ولكن لا حرج من صلاتها كاملة بعد شروق الشمس بمقدار ميل، وخاصة إذا خاف العبد من فواتها. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
