لماذا لا تجعل مساجد خاصة بالنساء؟

3965 - لماذا لا تجعل مساجد خاصة بالنساء؟

14-05-2011 39004 مشاهدة
 السؤال :
لماذا لا تجعل مساجد خاصة بالنساء؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 3965
 2011-05-14

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: فلقد بنى الإسلام أمر المرأة المسلمة على أساس من التَّستُّر حتى لا تتعرَّض للفتنة، فقال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}. لأن عمل المرأة داخل بيتها، فإذا خرجت من بيتها عرَّضت مهمتها التي أوكلت إليها للضياع.

ثانياً: بيَّن الإسلام بأن صلاة المرأة في بيتها خيرٌ من صلاتها في مسجد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه الإمام أحمد عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها، عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أَنَّهُ قَالَ: (خَيْرُ مَسَاجِدِ النِّسَاءِ قَعْرُ بُيُوتِهِنَّ).

وروى الإمام عنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُوَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه، عَنْ عَمَّتِهِ أُمِّ حُمَيْدٍ امْرَأَةِ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنها، أَنَّهَا جَاءَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُحِبُّ الصَّلاةَ مَعَكَ، قَالَ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ تُحِبِّينَ الصَّلاةَ مَعِي، وَصَلاتُكِ فِي بَيْتِكِ خَيْرٌ لَكِ مِنْ صَلاتِكِ فِي حُجْرَتِكِ، وَصَلاتُكِ فِي حُجْرَتِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلاتِكِ فِي دَارِكِ، وَصَلاتُكِ فِي دَارِكِ خَيْرٌ لَكِ مِنْ صَلاتِكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ، وَصَلاتُكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ خَيْرٌ لَكِ مِنْ صَلاتِكِ فِي مَسْجِدِي، قَالَ: فَأَمَرَتْ فَبُنِيَ لَهَا مَسْجِدٌ فِي أَقْصَى شَيْءٍ مِنْ بَيْتِهَا وَأَظْلَمِهِ، فَكَانَتْ تُصَلِّي فِيهِ حَتَّى لَقِيَتْ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ).

وروى أبو داود عَنْ عَبْدِ الله بن مسعود رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (صَلاةُ الْمَرْأَةِ فِي بَيْتِهَا أَفْضَلُ مِنْ صَلاتِهَا فِي حُجْرَتِهَا، وَصَلاتُهَا فِي مَخْدَعِهَا أَفْضَلُ مِنْ صَلاتِهَا فِي بَيْتِهَا).

فهذه الأحاديث الشريفة تدلُّ على أفضلية صلاة المرأة في قعر بيتها، ولكن لا تُمنع من الذهاب إلى المسجد، لقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (لا تَمْنَعُوا إِمَاءَ الله مَسَاجِدَ الله) رواه البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. وهذا من حيث الجواز.

وبناء على ذلك:

فلا تبنى المساجد الخاصة بالنساء، وخاصة في زمن كثرت فيه الفتن، وقلة مراقبة الله تعالى عند بعض النساء، وقد روى الإمام البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنه قَالَتْ: (لَوْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى مِنْ النِّسَاءِ مَا رَأَيْنَا لَمَنَعَهُنَّ مِنْ الْمَسَاجِدِ كَمَا مَنَعَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ نِسَاءَهَا). هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
39004 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  أحكام المساجد

 السؤال :
 2015-03-09
 3820
هل يجوز الكلام في المسجد في غير أحكام الدين؟
رقم الفتوى : 6795
 السؤال :
 2011-05-28
 62624
هل يجوز شرب الدخان في ساحة المسجد؟
رقم الفتوى : 3994
 السؤال :
 2011-05-28
 157338
هل يجوز بناء المسجد من مال حرام؟
رقم الفتوى : 3993
 السؤال :
 2011-05-28
 258061
بنى رجل مسجداً من طابقين، أرضي وأول، والطابق الأرضي لا يصلى فيه أبداً، وتريد لجنة المسجد أن تجعل الطابق الأرضي صالة أفراح للرجال وللنساء، بشرط أن تكون مضبوطة بضوابط الشريعة، فهل في ذلك حرج شرعي؟
رقم الفتوى : 3992
 السؤال :
 2011-03-29
 94709
هل يجوز اتخاذ دار للسكن فوق المسجد أو تحته لخطيب المسجد وإمامه، أو للمؤذن والخادم؟
رقم الفتوى : 3857
 السؤال :
 2011-03-07
 49698
قامت لجنة بجمع تبرعات لبناء مسجد، وبعد إكمال بناء المسجد زاد مبلغ من المال، فأين يوضع الزائد من هذا المال؟
رقم الفتوى : 3791

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 413735115
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :