الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: من القواعد الشرعية العامة: لا مساغ للاجتهاد في مورد النص.
ثانياً: الربا حرام، وهو كبيرة من الكبائر، ومن السبع الموبقات، ومقترف هذه الكبيرة ملعون، واللعنة تشمل الآخذ والمعطي والكاتب والشاهد، كما في الحديث الشريف الذي رواه الإمام مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: (لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ، وَقَالَ: هُمْ سَوَاءٌ).
ثالثاً: انتشار هذه المعصية في أوساط الناس أخذاً وعطاء وكتابة وشهادة لا يخفِّف من حرمة هذه الكبيرة، روى الإمام أحمد في مسنده، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قَالَ: (يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَأْكُلُونَ فِيهِ الرِّبَا، قَالَ: قِيلَ لَهُ: النَّاسُ كُلُّهُمْ؟ قَالَ: مَنْ لَمْ يَأْكُلْهُ مِنْهُمْ نَالَهُ مِنْ غُبَارِهِ). وهذا الحديث الشريف من معزاته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم حيث أطلعه الله عز وجل على هذا الأمر الغيبيِّ الذي وقع في هذا الزمان.
وبناء على ذلك:
فيحرم على الإنسان أن يعمل في بنك ربوي، وإن لم يكن هو المقرض أو المستقرض، وكاتب العقد الربوي هو مشمول باللعنة كالآكل والمطعم، وعلى هذا الرجل أن يكثر من الاستغفار والتقوى لله عز وجل، لأنه بالاستغفار والتقوى يجعل الله عز وجل له من كلِّ همٍّ فرجاً، ومن كلِّ ضيق مخرجاً، ويرزقه من حيث لا يحتسب. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |