الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيقول الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ}.
فالحقُّ سبحانه وتعالى أمر المرأة المسلمة أن تستر عورتها حتى لا تُعرف، والمرأة كلُّها عورة.
كما أمرها بإخفاء الزينة فقال تعالى: {وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ}. لأنَّ إبداء الزينة فتنة لها ولغيرها من الرجال، والله تعالى يقول: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيق}. كما حرَّم الإسلام على المرأة أن تصل شعرها، وبيَّن بأنَّ الواصلة والمستوصلة ملعونتان، روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: (لعن الله الواصلة والمستوصلة).
وروى الإمام أحمد عَن أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (مَنْ أَحَبَّ دُنْيَاهُ أَضَرَّ بِآخِرَتِهِ، وَمَنْ أَحَبَّ آخِرَتَهُ أَضَرَّ بِدُنْيَاهُ، فَآثِرُوا مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَى). وحقُّ الله تعالى مقدَّم على حقِّ العبد.
وبناء على ذلك:
فإنه يحرم على المرأة أن تجعل الباروكة غطاء لشعرها، لأن هذا الشعر المستعار ربما أن يكون فتنةً أعظم من فتنة شعرها الحقيقي.
والغاية لا تبرِّر الوسيلة، فلا بدَّ من الالتزام بالشرع، لأنَّ حقَّ الله تعالى مقدَّم على حقِّ العبد، وببركة التقوى يحفظ الله تعالى العبد، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: (احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ).
وإني أرى هذا الخاطر الذي خطر على بال المرأة المسلمة ما هو إلا خاطر شيطاني، فعليها بالتوبة والاستغفار، وأن تعتزَّ بحجابها الذي فرضه الله تعالى عليها، وعارٌ على المرأة المسلمة أن ترى المرأة الفاسقة الفاجرة تعتزُّ بسفورها وهي لا تعتزُّ بإسلامها وحجابها.
فالحجاب شعار المرأة المسلمة التقيَّة الصالحة التي تعين الرجال على غضِّ البصر. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |