الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: روى الإمام البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أنه قال: (مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ).
ثانياً: روى ابن ماجه عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: (لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا، قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا، أَنْ لا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لا نَعْلَمُ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا).
ثالثاً: روى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: (إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ).
وبناء على ذلك:
فلا عصمة لأحد إلا للأنبياء عليهم الصلاة والسلام، يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ) رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه. ويقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللهَ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ) رواه مسلم.
ويجب على الإنسان أن يكون حذراً من أن تكون خاتمته لا قدر الله تعالى على معصية، لذلك أنصحك بعدم تدريس البنات، ولو لتعليم القرآن العظيم والحديث الشريف، وخاصة في زمن كثر فيه المعلِّمات في هذا المجال، ولا تعرِّض نفسك للفتنة، ويجب عليك لزاماً أن تغضَّ من بصرك، وخاصة عن الفتاة التي مال قلبك إليها، واتقِ الله، ولا تكن سبباً للطعن في دين الله تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |