الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فاعلم يا أخي بأن طاعة الوالدين في غير معصية واجبة، لقوله تعالى:و{قضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً * إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً}. ومن الإحسان لهما طاعتهما في غير معصية. وأما إذا كنت ترى مصلحتك في أمرٍ هم يخالفونك فيه، فحاول إقناعهم في ذلك، فإذا اقتنعوا فبها ونعمت، وإلا فاترك، لأنه من ترك شيئاً لله عوَّضه الله خيراً منه، فقل: يا رب إني تارك هذا الأمر المباح في سبيل مرضاتهم فاجعل الخير لي يا رب في هذا الترك، وعوضني خيراً. أما إذا أمروك بالمعاصي، أو بالجلوس في مجالس الاختلاط والمعاصي، فلا تجلس، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وحاول أن تعرّفهم على الأحكام الشرعية بأسلوب حسن، واترك مواطن المعصية بأسلوب حسن، نسأل الله أن يلهمنا الرشد، وأن يصلحنا وأصولنا وفروعنا. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |