أحب فتاة من عائلة غنية ووعدها بالزواج فما ذا يفعل؟

511 - أحب فتاة من عائلة غنية ووعدها بالزواج فما ذا يفعل؟

27-09-2007 51 مشاهدة
 السؤال :
أَنَا شَابٌّ وَعُمُرِي 23 سَنَةً، وَلَقَدْ أَحْبَبْتُ فَتَاةً وَعَازِمٌ عَلَى الخِطْبَةِ وَالتَّقَدُّمِ إِلَيْهَا، وَلَكِنَّهَا مِنْ عَائِلَةٍ غَنِيَّةٍ فِي سُورِيَّةَ، وَأَنَا مِنْ عَائِلَةٍ مَيْسُورَةِ الحَالِ، وَالَّذِي حَصَلَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا أَنِّي أَنَا قُمْتُ بِالحَلِفِ لَهَا أَنِّي لَنْ أَتْرُكَهَا وَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى القُرْآنِ أَمَامَهَا، وَلَكِنِّي فِي الوَقْتِ الحَاضِرِ لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَتَقَدَّمَ لِخِطْبَةِ هَذِهِ الفَتَاةِ، لِأَنَّ ظُرُوفِي لَا تُسَاعِدُنِي أَبَدًا، وَقَدْ عَلِمْتُ مُؤَخَّرًا أَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ تَسْتَمِرَّ هَذِهِ العَلَاقَةُ، كَوْنَ أَنَّهُ لَا يُوجَدُ رَابِطٌ شَرْعِيٌّ بَيْنِي وَبَيْنَ هَذِهِ الفَتَاةِ، وَأَنَا فِي حَيْرَةٍ مِنْ أَمْرِي لِأَنِّي لَا أَسْتَطِيعُ التَّقَدُّمَ لِهَذِهِ الفَتَاةِ، وَمَا حُكْمُ مَا فَعَلْتُ؟ أَرْجُو الرَّدَّ عَلَيَّ بِأَسْرَعِ وَقْتٍ مُمْكِنٍ، وَأَنْ تُرِيحَنِي مِنَ الَّذِي أَنَا بِهِ، أَرْجُوكَ أَرْجُوكَ، وَجَزَاكَ اللهُ كُلَّ خَيْرٍ.
 الاجابة :
رقم الفتوى : 511
 2007-09-27

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا أَخِي الكَرِيمَ، بَارَكَ اللهُ في شَبَابِكَ وَاسْتِقَامَتِكَ وَحِرْصِكَ عَلَى دِينِكَ، وَأَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يُهَيِّئَ لَنَا وَلَكَ أَسْبَابَ سَعَادَةِ الدَّارَيْنِ.

أَوَّلًا: يَجِبُ عَلَيْكَ أَنْ تَعْلَمَ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾. فَالاتِّبَاعُ يُحَقِّقُ السَّعَادَةَ، وَالابْتِدَاعُ يَأْتِيكَ بِحَيَاةِ الشَّقَاءِ وَالضَّنْكِ.

وَمِنْ رَحْمَةِ اللهِ تعالى بِعَبْدِهِ إِذَا غَفَلَ عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُضَيِّقَ عَلَيْهِ الأُمُورَ، وَيُذِيقَهُ المَرَارَةَ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا لَعَلَّهُ يَتَنَبَّهُ وَيَصْحُو مِنْ غَفْلَتِهِ وَيَرْجِعُ إِلَى اللهِ تعالى.

وَإِنِّي أَرَى يَا أَخِي ـ وَاللهُ تعالى أَعْلَمُ ـ بِأَنَّ اللهَ تعالى ضَيَّقَ عَلَيْكَ في هَذِهِ الأَيَّامِ لِتَنْصَرِفَ عَنْ هَذَا المَوْضُوعِ الَّذِي دَخَلْتَهُ بِطَرِيقٍ غَيْرِ مَـشْرُوعٍ، حَيْثُ جَعَلْتَ العَلَاقَةَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ هَذِهِ الفَتَاةِ، بِحَيْثُ أَنْتَ لَا تَرْضَى أَنْ يَجْعَلَ أَحَدٌ عَلَاقَةً مَعَ إِحْدَى مَحَارِمِكَ، فَكَيْفَ تُبِيحُ لِنَفْسِكَ مَا لَا تَرْضَاهُ لِغَيْرِكَ؟

ثَانِيًا: أَنْصَحُكَ يَا أَخِي أَنْ تَتَقَدَّمَ مِنْ خِطْبَةِ فَتَاةٍ مُسَاوِيَةً لَكَ أَوْ قَرِيبَةٍ مِنْكَ مِنَ النَّاحِيَةِ المَادِّيَّةِ، لِأَنَّهُ كَمْ مِنِ امْرَأَةٍ غَنِيَّةٍ وَزَوْجُهَا دُونَهَا فِي المَادَّةِ، جَعَلَتْ حَيَاتَهُ شَقَاءً بِسَبَبِ الاسْتِعْلَاءِ عَلَيْهِ ـ حَاشَا صَاحِبَةِ الدِّينِ الَّتِي تَخَافُ اللهَ رَبَّ العَالَمِينَ ـ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حَذَّرَ مِنَ الزَّوَاجِ مِنِ امْرَأَةٍ غَنِيَّةٍ غَيْرِ صَاحِبَةِ دِينٍ، فَقَالَ: «لَا تَزَوَّجُوا النِّسَاءَ لِحُسْنِهِنَّ، فَعَسَى حُسْنُهُنَّ أَنْ يُرْدِيَهُنَّ، وَلَا تَزَوَّجُوهُنَّ لِأَمْوَالِهِنَّ، فَعَسَى أَمْوَالُهُنَّ أَنْ تُطْغِيَهُنَّ، وَلَكِنْ تَزَوَّجُوهُنَّ عَلَى الدِّينِ، وَلَأَمَةٌ خَرْمَاءُ سَوْدَاءُ ذَاتُ دِينٍ أَفْضَلُ» رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه.

ثَالِثًا: عَلَيْكَ أَنْ تَعْلَمَ يَا أَخِي بِأَنَّ الخُطُوبَةَ بِدُونِ عَقْدٍ لَا تُحِلُّ مَا حَرَّمَ اللهُ تعالى، فَلَا يَجُوزُ الحَدِيثُ مَعَ المَخْطُوبَةِ فَتْرَةَ الخُطُوبَةِ، لِأَنَّهَا امْرَأَةٌ أَجْنَبِيَّةٌ عَنْ خَاطِبِهَا، إِلَّا مَا يُبَاحُ بِمِقْدَارِ الضَّرُورَةِ، وَأَنْ يَكُونَ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَأَلَّا تَخْضَعَ المَخْطُوبَةُ بِالقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ، وَذَلِكَ لِقَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾.

وَأَحَادِيثُ الخُطَّابِ جُلُّهُ بِالعَوَاطِفِ وَهُوَ مَمْزُوجٌ بِالشَّهَوَاتِ، وَهَذَا لَا يَجُوزُ شَرْعًا.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

1ـ فَطَالَمَا أَنَّ الأُمُورَ غَيْرُ مُيَسَّرَةٍ الآنَ مِنْ أَجْلِ الزَّوَاجِ، فَاصْرِفْ هَذَا المَوْضُوعَ عَنْ خَاطِرِكَ، وَامْتَثِلْ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾.

وَأَكْثِرْ مِنَ الصَّوْمِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الاسْتِغْفَارِ.

2ـ اعْتَذِرْ لِلْمَخْطُوبَةِ، وَأَعْلِمْهَا بِأَنَّكَ فَسَخْتَ هَذِهِ الخُطُوبَةَ حَتَّى لَا تَبْقَى مُعَلَّقَةً بِكَ تَعِيشُ فِي أَوْهَامٍ.

3ـ كَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ، وَذَلِكَ بِإِطْعَامِ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ، أَوْ كِسْوَتِهِمْ، أَوْ قِيمَةِ ذَلِكَ، فَإِذَا لَمْ تَجِدْ فَصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مُتَوَالِيَاتٍ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
51 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مشكلات الشباب

 السؤال :
 2023-12-29
 944
هَلْ مِنْ حَرَجٍ في حَدِيثِ الشَّبَابِ مَعَ الشَّابَّاتِ عَلَى أَجْهِزَةِ التَّوَاصُلِ الاجْتِمَاعِيِّ كِتَابَةً فَقَطْ، دُونَ صَوْتٍ وَصُورَةٍ؟
رقم الفتوى : 12881
 السؤال :
 2023-07-13
 917
أَنَا شَابٌّ في العِشْرِينَاتِ مِنْ عُمُرِي، أَعْمَلُ في مُؤَسَّسَةٍ، تَعَرَّفْتُ عَلَى فَتَاةٍ مُتَزَوِّجَةٍ، حَتَّى أَصْبَحْنَا لَا نَسْتَطِيعُ فِرَاقَ بَعْضِنَا، وَمَضَى عَلَى ذَلِكَ عَامٌ كَامِلٌ، وَأَكَادُ أَنْ أَفْقِدَ عَقْلِي مِنْ هَذِهِ الجَرِيمَةِ التي وَقَعْتُ فِيهَا، فَمَاذَا أَصْنَعُ؟
رقم الفتوى : 12643
 السؤال :
 2023-02-02
 928
أَنَا شَابٌّ أَعْمَلُ في الجَامِعَةِ، وَأَكْرَمَنِي اللهُ تعالى بِحُسْنِ الهَيْئَةِ، وَعَمَلِي فِيهِ اخْتِلَاطٌ مَعَ النِّسَاءِ، وَأَخْشَى مِنَ العَلَاقَاتِ غَيْرِ الشَّرْعِيَّةِ، فَمَا الحِيلَةُ؟
رقم الفتوى : 12377
 السؤال :
 2022-08-22
 994
أَنَا شَابٌّ ابْتُلِيتُ بِالعَادَةِ السِّرِّيَّةِ، وَأُرِيدُ أَنْ أَتَخَلَّصَ مِنْهَا، وَأَتُوبَ إلى اللهِ تعالى، لِأَنَّهَا أَصْبَحَتْ وَبَالًا عَلَيَّ، فَمَاذَا أَفْعَلُ؟
رقم الفتوى : 12136
 السؤال :
 2021-08-29
 1954
فَتَاةٌ تَعَرَّفَ عَلَيْهَا شَابٌّ وَتَعَلَّقَ بِهَا تَعَلُّقًا شَدِيدًا، وَشَعَرَتِ الفَتَاةُ بِالخَطَأِ الفَاحِشِ التي ارَتَكَبَتْهُ مِنْ خِلَالِ صِلَتِهَا بِهِ، فَقَطَعَتِ الصِّلَةَ مَعَهُ، فَهَدَّدَهَا إِنْ لَمْ تَرْجِعْ إِلَيْهِ فَسَوْفَ يَنْتَحِرُ، لِأَنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ العَيْشَ بِدُونِهَا، فَمَاذَا تَفْعَلُ؟
رقم الفتوى : 11451
 السؤال :
 2021-08-12
 1150
لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْكُمْ مِنْ أَسْبَابِ الخُشُوعِ في الصَّلَاةِ غَضُّ البَصَرِ، كَيْفَ أَفْعَلُ في زَمَنٍ كَثُرَتْ فِيهِ الكَاسِيَاتُ العَارِيَاتُ في الشَّوَارِعِ؟
رقم الفتوى : 11412

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5633
المقالات 3197
المكتبة الصوتية 4873
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 419062204
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :