الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَإِنَّ هَذِهِ الجُمْلَةَ لَيْسَتْ بِحَدِيثٍ وَلَا قَوْلٍ مَأْثُورٍ، إِنَّمَا هِيَ مَحْضُ كَذِبٍ وَافْتِرَاءٍ صَدَرَتْ مِنْ أُنَاسٍ ضَاقَتْ صُدُورُهُمْ عِنْدَمَا شَاهَدُوا الغِنَى عَلَى عَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، فَقَالُوا: مَا جُمِعَ مَالٌ مِنْ حَلَالٍ، أَوْ قَالُوا: مَا جُمِعَ مَالٌ إِلَّا مِنْ شُحٍّ أَوْ حَرَامٍ.
وَمَا تَفَطَّنَ هَؤُلَاءِ إِلَى أَنَّ هَذِهِ الكَلِمَةَ تَشْمَلُ كُلَّ مَنْ جَمَعَ مَالًا قَلِيلًا كَانَ أَمْ كَثِيرًا.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَهَذِهِ الكَلِمَةُ غَيْرُ صَحِيحَةٍ فِي مَعْنَاهَا، لِأَنَّ اللهَ تعالى كَلَّفَنَا أَنْ نَجْمَعَ المَالَ مِنْ طَرِيقٍ مَشْرُوعٍ، وَاللهُ لَا يُكَلِّفُ إِلَّا بِمَا هُوَ فِي وُسْعِنَا. هذا، والله تعالى أعلم.