الجواب: الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَدْ ذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ إِلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ مَسُّ المُصْحَفِ الشَّرِيفِ لِلْمُحْدِثِ حَدَثًا أَكْبَرَ أَوْ أَصْغَرَ حَتَّى يَتَطَهَّرَ، وَذَلِكَ لِقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾. وَلِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَمَسَّ الْقُرَآنَ إِلَّا طَاهِرٌ» أَخْرَجَهُ مَالِكٌ فِي المُوَطَّأِ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الكَبِيرِ.
أَمَّا تِلَاوَةُ القُرْآنِ العَظِيمِ لِلْمُحْدِثِ حَدَثًا أَكْبَرَ وَلَوْ بِدُونِ مَسِّ المُصْحَفِ فَلَا يَجُوزُ حَتَّى يَغْتَسِلَ.
أَمَّا المُحْدِثُ حَدَثًا أَصْغَرَ فَإِنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يَتْلُوَ القُرْآنَ العَظِيمَ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ وَبِدُونِ مَسِّ المُصْحَفِ الشَّرِيفِ. هذا، والله تعالى أعلم.