الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد جاء في الحديث الشريف الذي رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى اللهُ عَنْهُ، وَمَنْ أَخَذَ يُرِيدُ إِتْلَافَهَا أَتْلَفَهُ اللهُ».
ونصَّ الفقهاءُ جزاهُمُ اللهُ تعالى خيراً: أنَّ نَفَقَةُ القريبِ مُقدَّمةٌ على وفاءِ الدَّينِ. اهـ.
وبناء على ذلك:
فيجبُ عليكَ أن تُنفِقَ على أسرتِكَ، وذلكَ من خلالِ قولِهِ تعالى: ﴿وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً﴾. وبعدَ ذلكَ تقومُ بسدادِ الدَّينِ المترتِّبِ عليكَ ما استطعتَ إلى ذلكَ سبيلاً، واستَعِنْ بالله ولا تَعجَز.
وكُن على يقينٍ بأنَّ اللهَ تعالى سَيُعينُكَ على سدادِ دَينِكَ إن كُنتَ صادقاً في السَّدادِ، فإن انتهى أجلُكَ وأنتَ صادقٌ في نيَّةِ سدادِ الدَّينِ فاعلم بأنَّ اللهَ تعالى سَيُرضي دائنيكَ يومَ القيامةِ. هذا، والله تعالى أعلم.