الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَهَذَا الحَدِيثُ الشَّرِيفُ قَالَ عَنْهُ عُلَمَاءُ الحَدِيثِ: ضَعِيفٌ جِدًّا، رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه، وَفِي الزَّوَائِدِ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ، لِضَعْفِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ.
وَمِنَ المَعْلُومِ بِأَنَّ الحَدِيثَ الضَّعِيفَ يُعْمَلُ بِهِ فِي فَضَائِلِ الأَعْمَالِ، فَكَيْفَ إِذَا رُفِعَ إِلَى مَرْتَبَةِ الحَسَنِ؟ فَمِنْ بَابِ أَوْلَى.
وَكَذَلِكَ مِنَ المَعْلُومِ حَدِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الَّذِي يُرَغِّبُ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِصِيَامِ شَعْبَانَ، وَالَّذِي مِنْ جُمْلَتِهِ يَوْمُ نِصْفِهِ، حَيْثُ يَقُولُ: «ذَاكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ» رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ وَالبَيْهَقِيُّ.
وَأَمَّا القِيَامُ بِالأَسْحَارِ فَهُوَ مَنْدُوبٌ إِلَيْهِ فِي سَائِرِ اللَّيَالِي، وَخَاصَّةً فِي شَهْرٍ يَغْفُلُ عَنْهُ النَّاسُ بَيْنَ رَجَبٍ وَشَعْبَانَ.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَيُنْدَبُ صَوْمُ يَوْمُ النِّصْفِ فِي شَعْبَانَ لِلْحَدِيثِ المَذْكُورِ وَإِنْ كَانَ ضَعِيفًا، لِأَنَّهُ ارْتَفَعَ إِلَى دَرَجَةِ الحَسَنِ لِغَيْرِهِ، وَكَذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ لِلْقِيَامِ. هذا، والله تعالى أعلم.