الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد روى البيهقي عن عثمان رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: قال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إنَّ للهِ عزَّ وجلَّ مائةً وسبعةَ عَشَرَ خُلُقاً، لا يُوافي عَبدٌ بِخُلُقٍ منها إلا أدخَلَهُ الجنَّةَ»
وأما قَولُ: تَخَلَّقوا بأخلاقِ الله، لا أَصلَ لَهُ في الأَحاديثِ الشَّريفَةِ، وهوَ حديثٌ موضوعٌ.
ولمَّا سُئِلَتِ السَّيِّدَةُ عائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عنها عن أخلاقِ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، قالت: فَإِنَّ خُلُقَ نَبِيِّ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ الْقُرْآنَ. رواه الإمام مسلم.
ولم تَقُلْ: كانَ مُتَخَلِّقاً بأخلاقِ الله تعالى، استِحياءً من الله تعالى، وهذا من وَفرَةِ عَقلِها وكَمالِ أدَبِها.
وبناء على ذلك:
فهذهِ الجملةُ ليسَت من الأحاديثِ الشَّريفَةِ، والأصلُ فيما يَتَعَلَّقُ بالله تعالى أنَّهُ تَوقيفِيٌّ، ولا يُثبِتُ المؤمنُ لله تعالى إلا ما أثبَتَهُ سُبحانَهُ لنَفسِهِ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
