نَفَعَتْهُ يَوْماً مِنْ دَهْرِهِ

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد روى البزار والطَّبرانِيُّ في الكبير عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللهُ نَفَعَتْهُ يَوْماً مِنْ دَهْرِهِ، أَصَابَهُ قَبْلَ ذَلِكَ مَا أَصَابَهُ».

فَكَلِمَةُ لا إلهَ إلا اللهُ هيَ خَيرُ كَلِمَةٍ قالَها رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ والنَّبِيُّونَ من قَبلِهِ، كما جاءَ في الحديثِ الشَّريفِ الذي رواه الترمذي عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللهُ عنهُم، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».

وبهذهِ الكَلِمَةِ لا يَخلُدُ صاحِبُها في النَّارِ إن دَخَلَها، وهوَ من أهلِ الجَنَّةِ ابتِداءً أو مَآلاً.

وبناء على ذلك:

فهذهِ الجُملَةُ هيَ حَديثٌ شَريفٌ عن سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وهوَ حَديثٌ صَحيحٌ كما جاءَ في كتابِ التَّرغيبِ والتَّرهيبِ. وقال الهَيثَمِيُّ: رِجالُهُ رِجالُ الصَّحيحِ. هذا، والله تعالى أعلم.