الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد أخرَجَ الشيخان في صَحيحَيهِما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «طَعَامُ الِاثْنَيْنِ كَافِي الثَّلَاثَةِ، وَطَعَامُ الثَّلَاثَةِ كَافِي الْأَرْبَعَةِ».
وفي هذا الحَديثِ الشَّريفِ إشارَةٌ إلى المُواساةِ التي تَجِبُ أن تَكونَ مَوجودَةً بَينَ المُؤمِنينَ، ويَقولُ سَيِّدُنا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عنهُ: لن يَهلِكَ أحَدٌ عن نِصفِ قُوتِهِ. اهـ.
وكذلكَ فيهِ إشارَةٌ إلى أنَّ اللهَ تبارَكَ وتعالى يَجعَلُ البَرَكَةَ في الطَّعامِ القَليلِ بِحَيثُ طَعامُ الوَاحِدِ يَكفي اثنَينِ.
وفيهِ إشارَةٌ إلى الحَضِّ على التَّقليلِ من الطَّعامِ، لأنَّهُ أصفى للذِّهنِ.
وبناء على ذلك:
فالحَديثُ صَحيحٌ ومُتَّفَقٌ عَلَيهِ، وفيهِ حَضٌّ على أن لا يَتَقَدَّمَ الإنسانُ إلى الطَّعامِ حتَّى يَشتَهِيَهُ، فإذا تَقَدَّمَ إلَيهِ أخَذَ منهُ بِمِقدارِ حَاجَتِهِ، ثمَّ يَرفَعُ يَدَهُ عنهُ وفي نَفسِهِ بَقِيَّةٌ من شَهوَتِهِ، ولن يَهلِكَ أحَدٌ عن نِصفِ قُوتِهِ، وأن تَكونَ المُواساةُ شِعارَ المُؤمِنِ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
