الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد روى الإمام مسلم عن أَبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعاً لِأَصْحَابِهِ».
وأخرَجَ الترمذي عن عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ حَرْفاً مِنْ كِتَابِ الله فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ ﴿الم﴾ حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلَامٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ».
وبناء على ذلك:
فالنَّاظِرُ في كِتابِ الله تعالى بِدونِ تَحريكِ لِسانِهِ وشَفَتَيهِ، لا يُعتَبَرُ تالِياً للقُرآنِ العَظيمِ، ولا يَنالُ أجْرَ التَّالي، ولكن لهُ أجْرُ النَّظَرِ في كِتابِ الله تعالى، وخاصَّةً إذا كانَ يَتَدَبَّرُ الآياتِ ويُحَاوِلُ فَهْمَ مَعانِيها.
والأكمَلُ في حَقِّ المُؤمِنِ أن يَقرَأَ القُرآنَ، ويُحَرِّكَ لِسانَهُ وشَفَتَيهِ، ثمَّ يَتَدَبَّرَ آياتِ الله تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |