الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد روى الإمام أحمد عن أبي بَصرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ زَادَكُمْ صَلَاةً فَصَلُّوهَا فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى صَلَاةِ الصُّبْحِ، الْوَتْرُ الْوَتْرُ».
وروى أبو داود والترمذي وابن ماجه عن أَبي الْوَلِيدِ الْعَدَوِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَمَدَّكُمْ بِصَلَاةٍ، وَهِيَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ، وَهِيَ الْوِتْرُ، فَجَعَلَهَا لَكُمْ فِيمَا بَيْنَ الْعِشَاءِ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ».
وذَكَرَ الفُقَهاءُ بأنَّ صَلاةَ الوِترِ هيَ صَلاةٌ تُصَلَّى ما بَينَ صَلاةِ العِشاءِ وطُلوعِ الفَجرِ، تُختَمُ بها صَلاةُ اللَّيلِ، وسُمِّيَت وِتراً لأنَّها تُصَلَّى وِتراً لا شَفعاً، ولم يَذكُرِ الفُقَهاءُ بأنَّها وِترُ اللَّيلَةِ أو وِترُ العِشاءِ.
وروى الإمام مسلم عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ خَافَ أَنْ لَا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَنْ طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ، فَإِنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، وَذَلِكَ أَفْضَلُ».
وبناء على ذلك:
فَصَلاةُ الوِترِ صَلاةٌ زَادَها اللهُ تعالى على الأُمَّةِ، وسَمَّاها رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وِتراً، فإن نَوَى المُصَلِّي وِترَ اللَّيلَةِ فلا حَرَجَ عَلَيهِ، ولكن لا تُسَمَّى وِترَ العِشاءِ.
ومن غَلَبَ على ظَنِّهِ أنَّهُ يَستَيقِظُ قَبلَ الفَجرِ فَلْيَجْعَلْ صَلاةَ الوِترِ في الثُّلُثِ الأخيرِ من اللَّيلِ، وإلا فَلْيُصَلِّها بَعدَ العِشاءِ وقَبلَ النَّومِ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |