سجود التلاوة خلف التالي

6373 - سجود التلاوة خلف التالي

04-06-2014 197 مشاهدة
 السؤال :
إذا كنا في جماعة نقرأ القرآن العظيم، فقرأ أحدنا آية السجدة، ونحن نسمع، فهل تجب علينا سجدة التلاوة، ولو لم يسجد التالي؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6373
 2014-06-04

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَسَجدَةُ التِّلاوَةِ عِندَ الحَنَفِيَّةِ وَاجِبَةٌ على التَّالي والسَّامِعِ، والسُّنَّةُ في أداءِ سَجدَةِ التِّلاوَةِ أن يَتَقَدَّمَ التَّالي الصَّفَّ، ويُصَفُّ السَّامِعُونَ خَلفَهُ، فَيَسجُدُ التَّالي والسَّامِعُونَ، وذلكَ لما وَرَدَ في المُستَدرَكِ للحاكم عن أبي سَعِيدٍ الخُدرِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ أنَّهُ قال: قَرَأَ رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ﴿ص﴾ وهوَ على المِنبَرِ، فَلَمَّا بَلَغَ السَّجدَةَ، نَزَلَ فَسَجَدَ وَسَجَدَ النَّاسُ مَعَهُ؛ وفي هذا دَلِيلٌ على أنَّ السَّامِعَ يَتبَعُ التَّاليَ في السَّجدَةِ.وعِندَ غَيرِ الحَنَفِيَّةِ سُجُودُ التِّلاوَةِ سُنَّةٌ للتَّالي والسَّامِعِ، روى الإمام البخاري عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ﴿وَالنَّجْمِ﴾ فَلَمْ يَسْجُدْ فِيهَا.

وروى البيهقي عن رَبِيعَةَ بنِ عَبدِ الله رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: قَرَأَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنهُ يَومَ الجُمُعَةِ سُورَةَ النَّحلِ، حتَّى إذا جَاءَتِ السَّجدَةُ، نَزَلَ فَسَجَدَ وَسَجَدَ النَّاسُ، حتَّى إذا كَانَتِ الجُمُعَةُ الثَّانِيَةُ قَرَأَ بِها، حتَّى إذا جَاءَتِ السَّجدَةُ قال: يا أيُّها النَّاسُ، إنَّا لم نُؤمَرْ بالسُّجُودِ، فَمَن سَجَدَ فقد أصابَ وأحسَنَ، ومن لم يَسجُدْ فلا إثمَ عَلَيهِ؛ قال: ولم يَسجُدْ عُمَرُ.

وروى البيهقي وابن أبي شيبةَ عن زَيدِ بنِ أَسلَمَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أنَّ غُلاماً قَرَأَ عِندَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ السَّجدَةَ، فانتَظَرَ الغُلامُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أن يَسجُدَ، فَلَمَّا لم يَسجُدْ قال: يا رَسولَ الله، أَلَيسَ في هذهِ السُّورَةِ سَجدَةٌ؟

قال: «بَلى، ولكِنَّكَ كُنتَ إِمَامَنا فِيها، فَلَو سَجَدتَ لَسَجَدنا».

 وبناء على ذلك:

فَيُستَحَبُّ عِندَ الحَنَفِيَّةِ أن يَسجُدَ التَّالي أولاً والسَّامِعُ يَقتَدِي بِهِ اقتِدَاءً صُورِيَّاً لا حَقِيقَةً، ولو تَرَكَ التَّالي السُّجُودَ فإنَّهُ لا يَسقُطُ عن السَّامِعِ، ويَجِبُ عَلَيهِ السُّجُودُ.

أمَّا عِندَ الشَّافِعِيَّةِ، فمن السُّنَّةِ أن يَسجُدَ التَّالي أولاً، ثمَّ السَّامِعُ، فإذا لم يَسجُدِ التَّالي فلا حَرَجَ على السَّامِعِ من تَرْكِها. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
197 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  فتاوى متعلقة بالقرآن الكريم

 السؤال :
 2023-02-25
 1200
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ سُورَةَ الإِخْلَاصِ تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ؟
 السؤال :
 2023-02-25
 972
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ﴾؟
 السؤال :
 2023-02-06
 934
مَا مَعْنَى قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا﴾؟
 السؤال :
 2023-01-30
 430
يَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ﴾. وَيَقُولُ تعالى: ﴿وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ * لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ﴾. فَبِأَيِّ الأَمْرَيْنِ تَمَّتْ نَجَاةُ سَيِّدِنَا يُونُسَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنْ بَطْنِ الحُوتِ؟
 السؤال :
 2023-01-30
 459
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿وَاللهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾؟
 السؤال :
 2022-10-03
 516
في قِصَّةِ ابْنَيْ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عِنْدَمَا قَتَلَ قَابِيلُ هَابِيلَ قَالَ تعالى عَنْ قَابِيلَ القَاتِلِ: ﴿فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ﴾. وَمِنَ المَعْلُومِ أَنَّ النَّدَمَ تَوْبَةٌ، فَلِمَاذَا كُلَّمَا قَتَلَ إِنْسَانٌ آخَرَ ظُلْمًا يَتَحَمَّلُ قَابِيلُ وِزْرَهُ؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3161
المكتبة الصوتية 4797
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414189970
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :