الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَسَجدَةُ التِّلاوَةِ وَاجِبَةٌ عِندَ الحَنَفِيَّةِ، وسُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ عِندَ الشَّافِعِيَّةِ.
وجاءَ في رَدِّ المُحتارِ فِرْعٌ فِي التَّتَارْخَانِيَّة: يُسْتَحَبُّ لِلتَّالِي أَو السَّامِعِ إذَا لَمْ يُمْكِنْهُ السُّجُودُ أَنْ يَقُولَ: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَك رَبَّنَا وَإِلَيْك الْمَصِيرُ.
وجَاءَ في مَرَاقي الفَلاحِ: نَفسُ عِبَارَةِ التَّتَارْخَانِيَّة، وأضَافَ: ثمَّ يَقضِيها.
وجَاءَ في حَواشِي المحلَّى للشِّهابِ القليوبي ما نَصُّهُ: فَرْعٌ، يَقُومُ مَقَامَ السُّجُودِ لِلتِّلَاوَةِ أَو الشُّكْرِ مَا يَقُومُ مَقَامَ التَّحِيَّةِ لِمَنْ لَمْ يُرِدْ فِعْلَهَا، وَلَوْ مُتَطَهِّراً، وَهُوَ: سُبْحَانَ الله، وَالْحَمْدُ لله، وَلَا إلَهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ.
وبناء على ذلك:
فَعِندَ الحَنَفِيَّةِ إذا قالَ التَّسبِيحَاتِ، أو قالَ: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْك الْمَصِيرُ، لا تَسقُطُ عَنهُ سَجدَةُ التِّلاوَةِ، ويَجِبُ عَلَيهِ قَضَاؤُها، ولكن يُستَحَبُّ لَهُ التَّسبِيحُ.
أمَّا عِندَ بَعضِ الشَّافِعِيَّةِ، فإنَّ التَّسبِيحَ يَقُومُ مَقَامَ سَجدَةِ التِّلاوَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |