{إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ}

6328 - {إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ}

18-05-2014 53530 مشاهدة
 السؤال :
في قوله تعالى: {إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِين}. هذا الخِطابُ لمن؟ وما هو المقصود من قوله تعالى: ﴿مِنَ الْغَابِرِين﴾؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6328
 2014-05-18

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَقولُ اللهُ تعالى: ﴿وَلَمَّا أَن جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ﴾.

قِيلَ: لمَّا دَخَلَتِ المَلائِكَةُ دَارَ سَيِّدِنا لُوطٍ عَلَيهِ السَّلامُ، مَضَتْ زَوجَتُهُ، فقالَت لِقَومِهِ: دَخَلَ دَارَنا قَومٌ ما رَأَينا أحسَنَ وُجُوهاً، ولا أنظَفَ ثِياباً، ولا أطيَبَ رَائِحَةً مِنهُم؛ فَجاؤوا مُسرِعِينَ لِفِعلِ المُنكَرِ بِضُيُوفِ سَيِّدِنا لُوطٍ عَلَيهِ السَّلامُ.

وسَيِّدُنا لُوطٌ عَلَيهِ السَّلامُ ضَاقَ بِهِم ذَرعاً، أي: خَافَ عَلَيهِم من قَومِهِ، لأنَّهُ ظَنَّهُم بَشَراً، فقالوا لَهُ: لا تَخَفْ عَلَينا، ولا تَحزَنْ لأجلِنا، فإنَّا مَلائِكَةٌ، وما دُمتَ خِفتَ عَلَينا، وحَزِنتَ لأجلِنا، فإنَّا نُزِيلُ خَوفَكَ ونُنَجِّيكَ، ونُزِيلُ خَوفَكَ على أهلِكَ ونُنَجِّيهِم من العَذَابِ النَّازِلِ على قَومِكَ، إلا امرَأَتَكَ التي ضَايَقَتْكَ، وأفشَتْ أسرارَكَ، ودَلَّتِ القَومَ على ضُيُوفِكَ، فإنَّها من البَاقِينَ في العَذَابِ.

أمَّا طَريقَةُ إهلاكِ قَومِهِ فَكَانَت كما قال تعالى: ﴿إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُون﴾.

قالَ المُفَسِّرونَ: الرِّجْزُ هوَ حِجَارَةٌ من السَّماءِ؛ وقِيلَ: نَارٌ؛ وقِيلَ: خَسْفٌ؛ وسَبَبُ هذا الهَلاكِ هوَ فِسْقُ القَومِ الذينَ كَانوا يَأتونَ فَاحِشَةً ما سَبَقَهُم إلَيها أحَدٌ من العَالَمينَ، ألا وهيَ إتيانُ الرِّجالِ دُونَ النِّساءِ، والعِياذُ بالله تعالى.

وبناء على ذلك:

فالخِطابُ في الآيَةِ الكَريمَةِ لِسَيِّدِنا لوطٍ عَلَيهِ السَّلامُ، وزَوجَتُهُ كَانَت من الغَابِرِينَ، أي: من الهَالِكِينَ، بِسَبَبِ خِيَانَتِها ِزَوجَها سَيِّدَنا لُوطاً عَلَيهِ السَّلامُ، حَيثُ كَانَت تُفشِي أسرَارَهُ، وتُخبِرُ قَومَهُ عن ضُيُوفِهِ، فأنزَلَ اللهُ تعالى عَلَيهِم عَذَاباً من عِندِهِ بِسُوءِ فِعلِهِم. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
53530 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2023-08-07
 302
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 1465
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465
 السؤال :
 2023-03-23
 663
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؟
رقم الفتوى : 12464
 السؤال :
 2023-01-30
 1728
مَا هُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾؟
رقم الفتوى : 12370
 السؤال :
 2022-08-03
 1455
مَا المَقْصُودُ بِالخَيْطِ الأَبْيَضِ وَالخَيْطِ الأَسْوَدِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾؟
رقم الفتوى : 12087
 السؤال :
 2022-07-20
 983
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾. كَيْفَ يَكُونُ الإِيذَاءُ للهِ تعالى، وَحَاشَاهُ أَنْ يَصِلَ لَهُ ضُرٌّ مِنَ الخَلْقِ؟
رقم الفتوى : 12068

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4799
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414908852
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :