﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ﴾

12464 - ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ﴾

23-03-2023 617 مشاهدة
 السؤال :
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 12464
 2023-03-23

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَعَذَابُ العَبْدِ الكَافِرِ دَائِمٌ، وَآلَامُهُ مُسْتَمِرَّةٌ، وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى، قَالَ تعالى: ﴿سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا﴾ تَهْدِيدٌ لَهُمْ، وَ﴿سَوْفَ﴾ تَأْكِيدٌ للعَذَابِ المُقْبِلِ، وَلَو بِتَرَاخٍ، وَتَرَاخِي العَذَابِ مَعَ تَأْكِيدِهِ يَجْعَلُ النَّفْسَ في فَزَعٍ وَقَلَقٍ حَتَّى يَقَعَ؛ وَإِذَا وَقَعَ وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى يَجِدُهُ مسْتَمِرًّا وَمُتَجَدِّدًا، قَالَ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ﴾. أَيْ: إِنَّ الجُلُودَ تَتَبَدَّلُ، وَتَنْشَأُ جُلُودٌ أُخْرَى مِنْ نَفْسِ مَادَّتِهَا تُوصِلُ العَذَابَ للنَّفْسِ الوَاعِيَةِ.

فَقَوْلُهُ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ﴾ أَيْ: صَارَتْ مُحْتَرِقَةً احْتِرَاقًا تَامًّا، وَتَعَطَّلَتْ عَنِ الإِحْسَاسِ بِالأَلَمِ، يَأْتِيهِمُ اللهُ تعالى بِجِلْدٍ آخَرَ لِيُدِيمَ عَلَيْهِمُ العَذَابَ، لِأَنَّهُ هَوَ الذي سَيُوصِلُ العَذَابَ لِلنَّفْسِ الوَاعِيَةِ فَتَتَأَلَّمُ.

فَعِلَّةُ التَّبْدِيلِ للجُلُودِ التي احْتَرَقَتْ بِجُلُودٍ جَدِيدَةٍ، دَوَامُ العَذَابِ؛ وَيَخْتِمُ اللهُ تعالى الآيَةَ بِقَوْلِهِ: ﴿إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾. العَزِيزُ هُوَ الذي لَا يُغْلَبُ، وَلَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَرُدَّ قَضَاءَهُ سُبْحَانَهُ وَتعالى.

يَا حَسرَةً عَلَى عَبْدٍ تَلَذَّذَ بِالمَعْصِيَةِ دَقَائِقَ أَو سَاعَاتٍ، ثُمَّ يَكُونُ مَصِيرُهُ هَكَذَا. هذا، والله تعالى أعلم.

617 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2023-08-07
 222
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 1427
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465
 السؤال :
 2023-01-30
 1670
مَا هُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾؟
رقم الفتوى : 12370
 السؤال :
 2022-08-03
 1429
مَا المَقْصُودُ بِالخَيْطِ الأَبْيَضِ وَالخَيْطِ الأَسْوَدِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾؟
رقم الفتوى : 12087
 السؤال :
 2022-07-20
 947
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾. كَيْفَ يَكُونُ الإِيذَاءُ للهِ تعالى، وَحَاشَاهُ أَنْ يَصِلَ لَهُ ضُرٌّ مِنَ الخَلْقِ؟
رقم الفتوى : 12068
 السؤال :
 2022-05-26
 168
يَقُولُ اللهُ تعالى في سُورَةِ المَائِدَةِ: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ﴾. فَمَا هِيَ المُنْخَنِقَةُ وَالمَوْقُوذَةُ وَالمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ؟
رقم الفتوى : 11964

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 413538423
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :