الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَولُهُ تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ﴾. نَزَلَ في تَحرِيضِ المُؤمِنِينَ على صَدَقَةِ التَّطَوُّعِ، ويَقوُلُ ابنُ العَرَبِيِّ: جَاءَ هذا الكَلامُ في مَعرِضِ النَّدبِ، والتَّحضِيضِ على إنفَاقِ المَالِ في ذَاتِ اللهِ تعالى، وعلى الفُقَرَاءِ والمُحتَاجِينَ وفي سَبِيلِ اللهِ بِنُصرَةِ الدِّينِ.
وقد رُوِيَ من حَدِيثِ ابنِ مَسعُودٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أنَّ أبَا الدَّحدَاحِ لمَّا جَاءَ إلى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وقَالَ: يا نَبِيَّ اللهِ، ألا أَرَى رَبَّنَا يَستَقرِضُ مِمَّا أَعطَانَا لأَنفُسِنَا، ولي أَرضَانِ، أَرضٌ بالعَالِيَةِ، وأَرضٌ بالسَّافِلَةِ، وقد جَعَلتُ خَيرَهُمَا صَدَقَةً.
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «كم عَذْقٍ ـ وفي رِوَايَةٍ: عِذْقٍ ـ مُذَلَّلٍ لأبي الدَّحدَاحِ في الجَنَّةِ». العَذقُ بِالفَتحِ: النَّخلَةُ، وبالكَسرِ: العُنْقُودُ من العِنَبِ. رواه الطَّبَرَانِيُّ في الأَوسَطِ على نَحوِهِ.
وبناء على ذلك:
فالآيَةُ الكَرِيمَةُ نَزَلَت تَرغِيبَاً للمُؤمِنِينَ في الصَّدَقَةِ النَّافِلَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
