الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد جَاءَ في صَحِيحِ الإمامِ مُسلِم عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلَاتِي وَقِرَاءَتِي يَلْبِسُهَا عَلَيَّ.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم: «ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ: خَنْزَبٌ، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ باللهِ مِنْهُ، وَاتْفِلْ عَلَى يَسَارِكَ ثَلَاثاً».
قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ، فَأَذْهَبَهُ اللهُ عَنِّي.
وروى الترمذي عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ لِلْوُضُوءِ شَيْطَاناً يُقَالُ لَهُ: الْوَلَهَانُ، فَاتَّقُوا وَسْوَاسَ الْمَاءِ».
وبناء على ذلك:
فاسمُ العَضِيمِ وآخ ما ثَبَتَ في الأَحَادِيثِ الشَّرِيفَةِ أنَّهَا من أَسمَاءِ الشَّيطَانِ، والبَحثُ عن مِثلِ هذهِ العُلُومِ لا نَفْعَ فِيهِ، ولا ضَرَرَ في جَهْلِهِ، فالمُوَفَّقُ الذي يَبحَثُ عن عِلمٍ نَافِعٍ، ومن العِلمِ النَّافِعِ أن يَعلَمَ الإنسَانُ بأنَّ الشَّيطَانَ عَدُوٌّ لَهُ فَليَتَّخِذْهُ عَدُوَّاً لَهُ، وأن يَتَحَصَّنَ من شَيَاطِينِ الإنسِ والجِنِّ، وذلكَ بالتَّعَوُّذِ باللهِ تعالى، وأن يَلتَزِمَ شَرعَ اللهِ تعالى، وأن يُجَاهِدَ نَفسَهُ، ويُخَالِفَ الشَّيطَانَ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |