{فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا}

6493 - {فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا}

04-09-2014 34490 مشاهدة
 السؤال :
يقول الله تبارك وتعالى في حق السيدة مريم رَضِيَ اللهُ عنها: {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا}. ويقول في آية ثانية في حقها كذلك: ﴿وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا﴾. فكيف كان هذا النفخ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6493
 2014-09-04

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد أَمَرَ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى جِبرِيلَ عَلَيهِ السَّلامُ أن يَنفُخَ في جَيبِ دِرعِهَا، وهوَ رَقَبَةُ الثَّوبِ، ومَدخِلُ الرَّأسِ مِنهُ، وهذا مَعنَى قَولِ اللهِ تعالى: ﴿وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا﴾.

وبَعدَ أن نَفَخَ سَيِّدُنَا جِبرِيلُ عَلَيهِ السَّلامُ في جَيبِ دِرعِهَا، وَصَلَ النَّفخُ إلى الفَرجِ، وهذا مَعنَى قَولِهِ تعالى: ﴿وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا﴾.

فالنَّافِخُ هوَ سَيِّدُنَا جِبرِيلُ عَلَيهِ السَّلامُ، بِدَلِيلِ قَولِهِ تعالى حِكَايَةً عن سَيِّدِنَا جِبرِيلَ عَلَيهِ السَّلامُ: ﴿قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيَّاً﴾. ومَعلُومٌ بأَنَّ سَيِّدَنَا جِبرِيلَ عَلَيهِ السَّلامُ لا يَفعَلُ أَمرَاً إلا بأَمرِ اللهِ تعالى.

وبناء على ذلك:

فلا تَعَارُضَ بَينَ الآيَتَينِ الكَرِيمَتَينِ، فالآيَةُ الأُولَى أَفَادَت بأنَّ النَّفخَ كَانَ في رَقَبَةِ الثَّوبِ، ونَزَلَ إلى الرَّحِمِ، وَسَيِّدُنَا عِيسَى عَلَيهِ السَّلامُ كَمَا جَاءَ وَصْفُهُ في القُرآنِ العَظِيمِ بأَنَّهُ رُوحُ اللهِ، هوَ من بَابِ التَّشرِيفِ والتَّكرِيمِ لَهُ، وهذهِ الإضَافَةُ ـ إضَافَةُ كَلِمَةِ رُوحٍ إلى لَفظِ الجَلالَةِ ـ لَيسَت إضَافَةَ صِفَةٍ إلى المَوصُوفِ، وإِنَّمَا هِيَ إضَافَةُ المَخلُوقِ إلى خَالِقِهِ، كَوَصفِ الكَعبَةِ بأَنَّهَا بَيتُ اللهِ، ونَاقَةِ سَيِّدِنَا صَالِحٍ عَلَيهِ السَّلامُ بأَنَّهَا نَاقَةُ اللهِ عزَّ وجلَّ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
34490 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2023-08-07
 302
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 1465
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465
 السؤال :
 2023-03-23
 663
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؟
رقم الفتوى : 12464
 السؤال :
 2023-01-30
 1728
مَا هُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾؟
رقم الفتوى : 12370
 السؤال :
 2022-08-03
 1455
مَا المَقْصُودُ بِالخَيْطِ الأَبْيَضِ وَالخَيْطِ الأَسْوَدِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾؟
رقم الفتوى : 12087
 السؤال :
 2022-07-20
 983
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾. كَيْفَ يَكُونُ الإِيذَاءُ للهِ تعالى، وَحَاشَاهُ أَنْ يَصِلَ لَهُ ضُرٌّ مِنَ الخَلْقِ؟
رقم الفتوى : 12068

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4799
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414908432
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :