بالدعاء يصبح باراً بهما

6565 - بالدعاء يصبح باراً بهما

03-11-2014 9441 مشاهدة
 السؤال :
إذا مات والدا الرجل وهو عاق لهما، فهل بالدعاء يصبح باراً بهما؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6565
 2014-11-03

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالمَطلُوبُ من الوَلَدِ أن يَكُونَ بَارَّاً بِوَالِدَيهِ وإنْ ظَلَمَاهُ، لما روى البَيهَقِيُّ عن ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَن أَصبَحَ مُطِيعَاً في وَالِدَيهِ أَصبَحَ لَهُ بَابَانِ مَفتُوحَانِ من الجَنَّةِ، وإنْ كَانَ وَاحِدَاً فَوَاحِدَاً، ومن أَمسَى عَاصِيَاً للهِ في وَالِدَيهِ أَصبَحَ لَهُ بَابَانِ مَفتُوحَانِ من النَّارِ، وإنْ كَانَ وَاحِدَاً فَوَاحِدَاً».

قَالَ رَجُلٌ: وإنْ ظَلَمَاهُ؟

قال: «وإنْ ظَلَمَاهُ، وإنْ ظَلَمَاهُ، وإنْ ظَلَمَاهُ».

ولا يَصِحُّ للوَلَدِ أن يَكُونَ عَاقَّاً بِوَالِدَيهِ في حَالِ حَيَاتِهِمَا، ثمَّ يَقُولَ: إنْ مَاتَا أُكثِرُ لَهُمَا من الدُّعَاءِ، وبِهِ أُصبِحُ بَارَّاً بِهِمَا، لأنَّهُ لا يَضمَنُ أن يَبقَى حَيَّاً بَعدَ مَوتِهِمَا، كَمَا لا يَضمَنُ أن يَمُوتَ قَبلَهُمَا، وكَمَا لا يَضمَنُ أن يُنطِقَ اللهُ تعالى لِسَانَهُ بالدُّعَاءِ لَهُمَا. هذا أولاً.

ثانياً: روى البيهقي عن مُحَمَّدِ بنِ سِيرِينَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إنَّ الرَّجُلَ لَيَمُوتُ وَالِدَاهُ وهوَ عَاقٌّ لَهُمَا، فَيَدعُو لَهُمَا من بَعدِ مَمَاتِهِمَا، فَيَكتُبُهُ اللهُ من البَارِّينَ».

وبناء على ذلك:

فالدُّعَاءُ للوَالِدَينِ مَطلُوبٌ شَرعَاً، وخَاصَّةً بَعدَ مَوتِهِمَا، وذلكَ لِقَولِهِ تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً﴾.

ومن كَانَ عَاقَّاً لِوَالِدَيهِ، ثمَّ تَابَ إلى اللهِ تعالى بَعدَ مَوتِهِمَا، وصَدَقَ في تَوبَتِهِ، وأَكثَرَ لَهُمَا من الدُّعَاءِ، يُكتَبُ عِندَ اللهِ تعالى بَارَّاً بِهِمَا إنْ شَاءَ اللهُ تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
9441 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2023-12-29
 1226
اتَّصَلَتِ امْرَأَةٌ بِمُدِيرِهَا تُبَارِكُ لَهُ بِمَوْلُودٍ جَاءَهُ، فَرَدَّ عَلَيْهَا وَأَخْبَرَهَا أَنَّهُ يُحِبُّهَا مُنْذُ أَنْ عَرَفَهَا، وَطَلَبَ مِنْهَا أَنْ يَزُورَهَا في زِيَارَةً خَاصَّةً، فَمَاذَا تَفْعَلُ، وَهِيَ امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ وَمُحَافِظَةٌ؟
رقم الفتوى : 12878
 السؤال :
 2023-12-29
 236
لَقَدْ دَعَانَا الإِسْلَامُ إلى العَفْوِ وَالصَّفْحِ عَنِ المُسِيءِ، أَلَا تَرَى في ذَلِكَ ضَيَاعًا لِكَرَامَةِ الإِنْسَانِ؟
رقم الفتوى : 12876
 السؤال :
 2023-12-11
 591
أَنَا طَالِبُ عِلْمٍ، وَأَدْرُسُ الشَّرِيعَةَ، وَلَكِنَّ نَظْرَةَ المُجْتَمَعِ وَالأَقَارِبِ نَظْرَةٌ دُونِيَّةٌ، وَيَقُولُونَ: إِنَّنِي إِنْسَانٌ مُتَخَلِّفٌ، وَيُسْمِعُونِي كَلَامًا جَارِحًا، وَوَالِدِي مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، يَرَى الأَخْطَاءَ، فَأَقُولُ لَهُ: قَدِّمِ النُّصْحَ لَهُمْ، فَيَقُولُ: لَا شَأْنَ لَنَا مَعَ أَحَدٍ، فَبِمَ تَنْصَحُنِي؟
رقم الفتوى : 12849
 السؤال :
 2023-07-13
 2854
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ مُعَلِمَ الصِّبْيَانِ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ؟
رقم الفتوى : 12644
 السؤال :
 2023-07-13
 1256
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ المَحْرُومَ مِنَ الوَلَدِ إِذَا لَازَمَ الاسْتِغْفَارَ يُكْرِمُهُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ بِذُرِّيَّةٍ صَالِحَةٍ؟
رقم الفتوى : 12642
 السؤال :
 2023-03-25
 7540
امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ، ارْتَكَبَتْ جَرِيمَةَ الزِّنَا، وَتُرِيدُ أَنْ تَتُوبَ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَهَلْ يَجُوزُ لَهَا أَنْ تَطْلُبَ الطَّلَاقَ مِنْ زَوْجِهَا، وَتَتَزَوَّجَ مِنَ الزَّانِي بِهَا، لَعَلَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْبَلُ تَوْبَتَهَا؟
رقم الفتوى : 12474

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3161
المكتبة الصوتية 4797
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414080290
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :