الصلاة على طفل أبواه كافران

6775 - الصلاة على طفل أبواه كافران

25-02-2015 7110 مشاهدة
 السؤال :
ما دام كل مولود يولد على الفطرة، فلماذا لا يصلى على طفل صغير ولد من أبوين كافرين؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6775
 2015-02-25

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: الأَولادُ الصِّغَارُ هُم تَبَعٌ لآبَائِهِم، فإنْ كَانُوا مُسلِمِينِ حُكِمَ بِإِسلامِهِم، وإنْ كَانُوا كَافِرِينَ حُكِمَ بِكُفْرِهِم، وإذا كَانَ الأَبُ مُسلِمَاً والأُمُّ كَافِرَةً حُكِمَ بِإِسلامِهِ.

ثانياً: إِيمَانُ الفِطْرَةِ لا يَتَعَلَّقُ بِهِ حُكْمٌ من أَحكَامِ الدُّنيَا، أمَّا في الآخِرَةِ فَحُكْمُهُ إلى اللهِ تعالى، لِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أو يُنَصِّرَانِهِ، كَمَا تُنْتِجُونَ الْبَهِيمَةَ، هَلْ تَجِدُونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ، حَتَّى تَكُونُوا أَنْتُمْ تَجْدَعُونَهَا».

قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَرَأَيْتَ مَنْ يَمُوتُ وَهُوَ صَغِيرٌ؟

قَالَ: «اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ» رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

ثالثاً: الغَرَضُ من الصَّلاةِ على المَيْتِ إنْ كَانَ كَبِيرَاً الدُّعَاءُ لَهُ بالمَغفِرَةِ والعِتْقِ من النَّارِ، وأن يَتَجَاوَزَ اللهُ تعالى عَنهُ، أمَّا بالنِّسْبَةِ للصَّلاةِ على الصَّبِيِّ فَيُدْعَى لِوَالِدَيْهِ بالمَغفِرَةِ والرَّحمَةِ، وأن يَكُونَ فَرَطَاً لَهُمَا، روى الإمام أحمد وأبو داود عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَالسِّقْطُ ـ أي: الْوَلَدُ لِغَيْرِ تَمَامٍ ـ يُصَلَّى عَلَيْهِ، وَيُدْعَى لِوَالِدَيْهِ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ».

وروى الإمام البخاري عن الْحَسَنِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: يَقْرَأُ عَلَى الطِّفْلِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لَنَا فَرَطاً وَسَلَفاً وَأَجْراً.

وبناء على ذلك:

فَإِيمَانُ الفِطْرَةِ لا يُبنَى عَليهِ شَيءٌ من الأَحكَامِ الدُّنيَوِيَّةِ، وفي الآخِرَةِ يَكُونُ الأَمْرُ إلى اللهِ تعالى، لِذَا لا يُصَلَّى عَلَيهِ، لأنَّهُ مَا جَرَى عَلَيهِ قَلَمٌ، ولا يُدْعَى لِوَالِدَيهِ بالرَّحمَةِ والمَغفِرَةِ مَا دَامَا كَافِرَينِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
7110 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  أحكام الجنائز

 السؤال :
 2025-05-01
 200
إِذَا صَلَّيْنَا الجِنَازَةَ عَلَى طِفْلٍ صَغِيرٍ، هَلْ نَسْتَغْفِرُ لَهُ؟ أَمْ هُنَاكَ دُعَاءٌ خَاصٌّ يُقَالُ عِنْدَ التَّكْبِيرَةِ الثَّالِثَةِ؟
رقم الفتوى : 13609
 السؤال :
 2025-05-01
 134
هَلْ مِنَ السُّنَّةِ القِيَامُ لِلْجِنَازَةِ إِذَا مَرَّتْ أَمَامَنَا؟
رقم الفتوى : 13608
 السؤال :
 2023-02-21
 2073
هَلْ يُسَنُّ الوُضُوءُ في حَقِّ مَنْ حَمَلَ مَيْتًا؟
رقم الفتوى : 12416
 السؤال :
 2022-04-02
 1829
مَا حُكْمُ دَفْنِ الإِنْسَانِ المُسْلِمِ في مَقَابِرِ غَيْرِ المُسْلِمِينَ؟
رقم الفتوى : 11884
 السؤال :
 2021-04-29
 5172
هَلْ صَحِيحٌ بِأَنَّهُ مِنَ السُّنَّةِ حَشْوُ دُبُرِ المَيْتِ بِالقُطْنِ؟
رقم الفتوى : 11197
 السؤال :
 2021-01-10
 1530
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّهُ مِنَ السُّنَّةِ أَنْ يُكْشَفَ وَجْهُ المَيْتِ بَعْدَ وَضْعِهِ في قَبْرِهِ؟
رقم الفتوى : 10866

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5701
المقالات 3235
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 424747542
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :