{وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً}

6705 - {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً}

04-02-2015 3515 مشاهدة
 السؤال :
ما هو تفسير قول الله تعالى: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6705
 2015-02-04

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَقُولُ ابنُ كَثِيرٍ في تَفسِيرِهِ عِندَ قَولِهِ تعالى: ﴿وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾: يَقُولُ تعالى إخباراً عَن اليَهُودِ فِيمَا نَقَلُوهُ وادَّعَوهُ لأَنفُسِهِم، من أَنَّهُم لَن تَمَسَّهُمُ النَّارُ إلا أَيَّامَاً مَعْدُودَةً، ثمَّ يَنجُونَ مِنهَا، فَرَدَّ اللهُ عَلَيهِم ذلكَ بِقَولِهِ: ﴿قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً﴾ أي: بذلكَ؟ فإن كَانَ قَد وَقَعَ عَهْدٌ فَهُوَ لا يُخْلِفُ عَهْدَهُ.

ولكنَّ هذا مَا جَرَى ولا كَانَ، ولهذا أَتَى (بِأَمْ) التي بِمَعنَى: بَل، أي: بَل تَقُولُونَ على اللهِ مَا لا تَعلَمُونَ من الكَذِبِ والافتِرَاءِ عَلَيهِ.

وبناء على ذلك:

فمن غَبَاءِ اليَهُودِ أَنَّهُم قَالُوا: ﴿لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً﴾ لأنَّ المَسَّ لا يَستَغرِقُ إلا لَحْظَةً وَاحِدَةً، ولكِنَّها أَمانِيُّ شَيطَانِيَّةٌ أُلقِيَتْ في خَلَدِهِم، فَرَبُّنَا عزَّ وجلَّ رَدَّ عَلَيهِم بِقَولِهِ: ﴿قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ﴾. أي: إذا كَانَ هذا وَعْدَاً من اللهِ، فاللهُ تعالى لا يُخْلِفُ المِيعَادَ، وكَذَّبَهُم بِقَولِهِ: ﴿أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾. أي: بَل تَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ.

 

ثمَّ بَيَّنَ بِقَولِهِ تعالى: ﴿بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾. أي: لَيسَ الأَمْرُ كَمَا تَمَنَّيتُم ولا كَمَا تَشتَهُونَ، بَل الأَمْرُ أَنَّهُ من عَمِلَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُه، ومَاتَ على ذلكَ، ولَيسَ لَهُ حَسَنَةٌ مَبْنِيَّةٌ على الإِيمَانِ باللهِ ورَسُولِهِ، فهذا من أَهلِ النَّارِ الخَالِدِينَ فِيهَا؛ أَجَارَنَا اللهُ من ذلكَ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3515 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2023-08-07
 302
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 1465
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465
 السؤال :
 2023-03-23
 663
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؟
رقم الفتوى : 12464
 السؤال :
 2023-01-30
 1728
مَا هُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾؟
رقم الفتوى : 12370
 السؤال :
 2022-08-03
 1455
مَا المَقْصُودُ بِالخَيْطِ الأَبْيَضِ وَالخَيْطِ الأَسْوَدِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾؟
رقم الفتوى : 12087
 السؤال :
 2022-07-20
 983
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾. كَيْفَ يَكُونُ الإِيذَاءُ للهِ تعالى، وَحَاشَاهُ أَنْ يَصِلَ لَهُ ضُرٌّ مِنَ الخَلْقِ؟
رقم الفتوى : 12068

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4799
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414908259
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :