الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد روى الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَن صُهَيْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ يَقُولُ: «أَيُّمَا رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً، فَنَوَى أَنْ لا يُعْطِيَهَا مِنْ صَدَاقِهَا شَيْئَاً، مَاتَ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ زَانٍ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ اشْتَرَى مِنْ رَجُلٍ بَيْعَاً، فَنَوَى أَنْ لا يُعْطِيَهُ مِنْ ثَمَنِهِ شَيْئَاً، مَاتَ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ خَائِنٌ، وَالْخَائِنُ فِي النَّارِ» وهوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ.
ولَكِنْ يَجِبُ على المُسْلِمِ أَنْ يَعْلَمَ بِأَنَّ المَهْرَ من حَقِّ الزَّوْجَةِ، ويَجِبُ الوَفَاءُ بِهِ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسَاً فَكُلُوهُ هَنِيئَاً مَرِيئَاً﴾. ولِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارَاً فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئَاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانَاً وَإِثْمَاً مُبِينَاً * وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقَاً غَلِيظَاً﴾.
وبناء على ذلك:
فالحَدِيثُ ضَعِيفٌ، ولَكِنَّ مَعْنَاهُ صَحِيحٌ، لأَنَّ الرَّجُلَ الذي يَتَزَوَّجُ من امْرَأَةٍ وهوَ نَاوٍ أن لا يَدْفَعَ لَهَا مَهْرَهَا، فَهُوَ خَائِنٌ، والخَائِنُ في النَّارِ، وآكِلُ حُقُوقِ الآخَرِينَ في النَّارِ إذا لَمْ يَتُبْ إلى اللهِ تعالى، أو يَعْفُوَ عَنهُ صَاحِبُ الحَقِّ. هذا، واللهُ تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
