صحيفة سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللهُ عَنهُما

7236 - صحيفة سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللهُ عَنهُما

23-03-2016 5554 مشاهدة
 السؤال :
الصحيفة الصادقة التي يتحدث عنها علماء الحديث، والمنسوبة إلى سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللهُ عَنهُما، هل الأحاديث التي فيها كلها صحيحة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7236
 2016-03-23

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَمِنْ أَشْهَرِ الصُّحُفِ المَكْتُوبَةِ في العَصْرِ النَّبَوِيِّ الصَّحِيفَةُ الصَّادِقَةُ، التي كَتَبَهَا جَامِعُهَا سَيِّدُنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرو بِنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا من سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَقَد اشْتَمَلَتْ على أَلْفِ حَدِيثٍ، كَمَا يَقُولُ ابْنُ الأَثِيرِ، وَمُحْتَوَاهَا مَحْفُوظٌ في مُسْنَدِ الإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

وَهِيَ أَصْدَقُ وَثِيقَةٍ تَارِيخِيَّةٍ تُثْبِتُ كِتَابَةَ الحَدِيثِ الشَّرِيفِ على عَهْدِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ كِتَابَتُهَا بَعْدَ فَتْوَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا، روى الإمام أحمد والحاكم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أُرِيدُ حِفْظَهُ، فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ، فَقَالُوا: إِنَّكَ تَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ تَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بَشَرٌ، يَتَكَلَّمُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا؛ فَأَمْسَكْتُ عَن الْكِتَابِ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

فَقَالَ: «اكْتُبْ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا خَرَجَ مِنْهُ إِلَّا حَقٌّ».

وَكَانَ سَيِّدُنَا أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَقُولُ: لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ حَدِيثَاً عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنِّي إِلَّا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ، وَكُنْتُ لَا أَكْتُبُ. رواه الإمام أحمد والترمذي.

وبناء على ذلك:

فَهَذِهِ الصَّحِيفَةُ الصَّادِقَةُ كُتِبَتْ بِإِذْنٍ من سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِسَيِّدِنَا عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا، لِأَنَّهُ كَانَ كَاتِبَاً مُتْقِنَاً، وَاشْتُهِرَتْ بِالصَّادِقَةِ كَمَا أَرَادَ كَاتِبُهَا أَنْ يُسَمِّيَهَا، لِأَنَّهُ كَتَبَهَا عَن سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَهِيَ أَصْدَقُ مَا يُرْوَى عَنْهُ.

وَقَد رَآهَا مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، فَذَهَبَ لِيَتَنَاوَلَهَا، فَقَالَ: مَه يَا غُلَامَ بَنِي مَحْزُومٍ.

قُلْتُ: مَا كُنْتَ تَمْنَعُنِي شَيْئَاً.

قَالَ: هَذِهِ الصَّادِقَةُ، فِيهَا مَا سَمِعْتُهُ مِن رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ فِيهَا أَحَدٌ. رواه ابْنُ سَعْدٍ في الطَّبَقَاتِ الكُبْرَى. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
5554 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  فتاوى متعلقة بالحديث الشريف

 السؤال :
 2023-11-23
 5228
مَا صِحَّةُ حَدِيثِ: (أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا اثْنَانِ: امْرَأَةٌ عَصَتْ زَوْجَهَا، وَإِمَامُ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ)؟
 السؤال :
 2023-09-17
 4572
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ سَيِّدَنَا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَفَضَ إِحْضَارَ كِتَابٍ أَرَادَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكْتُبَ فِيهِ للأُمَّةِ، حَتَّى لَا يَضِلُّوا مِنْ بَعْدِهِ؟
 السؤال :
 2023-08-07
 3635
مَا مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ»؟
 السؤال :
 2023-02-25
 3621
مَا صِحَّةُ الحَدِيثِ الشَّرِيفِ: «أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ»؟ وَمَا مَعْنَاهُ؟
 السؤال :
 2023-02-25
 2032
لَقَدِ انْتَشَرَتْ في صُفُوفِ النِّسَاءِ الأَحَادِيثُ المَكْذُوبَةُ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، مِنْ قِبَلِ بَعْضِ النِّسَاءِ اللَّوَاتِي يَتَظَاهَرْنَ بِأَنَّهُنَّ دَاعِيَاتٌ إلى اللهِ تعالى، فَمَا حُكْمُ ذَلِكَ؟
 السؤال :
 2022-09-09
 3793
هُنَاكَ بَعْضُ المُشَكِّكِينَ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُونَ: أَيْنَ المُسَاوَاةُ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، مِنْ خِلَالِ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَقِيلُوا ذَوِي الْهَيْئَاتِ عَثَرَاتِهِمْ إِلَّا الْحُدُودَ»؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4802
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414923290
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :