صلى التراويح أربع ركعات متصلات

7363 - صلى التراويح أربع ركعات متصلات

23-06-2016 153 مشاهدة
 السؤال :
هل يجوز للإنسان أن يصلي صلاة التراويح أربع ركعات متصلات، بقعود أول، وقعود أخير؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7363
 2016-06-23

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: صَلَاةُ التَّرَاوِيحِ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ عِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ للرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، وَهِيَ مِنْ أَعْلَامِ الدِّينِ الظَّاهِرَةِ.

ثانياً: ذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ إلى أَنَّ التَّرَاوِيحَ عِشْرِونَ رَكْعَةً، لِمَا رَوَاهُ مَالِكٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ مِنْ قِيَامِ النَّاسِ فِي زَمَانِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِعِشْرِينَ رَكْعَةً؛ وَجَمَعَ عُمَرُ النَّاسَ عَلَى هَذَا الْعَدَدِ مِنَ الرَّكَعَاتِ جَمْعَاً مُسْتَمِرَّاً.

قَال الْكَاسَانِيُّ: جَمَعَ عُمَرُ أَصْحَابَ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَصَلَّى بِهِمْ عِـشْرِينَ رَكْعَةً، وَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ أَحَدٌ فَيَكُونُ إِجْمَاعَاً مِنْهُمْ عَلَى ذَلِكَ.

ثالثاً: ذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ إلى أَنَّ مَنْ يُصَلِّي التَّرَاوِيحَ يُسَلِّمُ مِنْ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، لِأَنَّ صَلَاةَ التَّرَاوِيحِ مِنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ، فَتَكُونُ مَثْنَى مَثْنَى.

وَاخْتَلَفُوا فِيمَنْ صَلَّى التَّرَاوِيحَ وَلَمْ يُسَلِّمْ مِنْ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ.

قَالَ الحَنَفِيَّةُ: لَو صَلَّى التَّرَاوِيحَ كُلَّهَا بِتَسْلِيمَةٍ، وَقَعَدَ في كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، فَالصَّحِيحُ أَنَّهُ تَصِحُّ صَلَاتُهُ عَنِ الكُلِّ، لَكِنَّهُ يُكْرَهُ إِنْ تَعَمَّدَ ذَلِكَ، وَعِنْدَ الإِمَامِ مُحَمَّدٍ تَفْسُدُ صَلَاتُهُ.

وَقَالَ المَالِكِيَّةُ: يُكْرَهُ تَأْخِيرُ التَّسْلِيمِ بَعْدَ كُلِّ أَرْبَعٍ.

وَقَالَ الشَّافِعِيَّةُ: لَو صَلَّى في التَّرَاوِيحِ أَرْبَعَاً بِتَسْلِيمَةٍ وَاحِدَةٍ لَمْ يَصِحَّ، وَتَبْطُلُ الصَّلَاةُ إِنْ كَانَ ذَلِكَ عَمْدَاً عَالِمَاً.

وبناء على ذلك:

فَالصَّلَاةُ تَصِحُّ مَعَ الكَرَاهَةِ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ الفُقَهَاءِ، وَتَبْطُلُ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ إِنْ تَعَمَّدَ ذَلِكَ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
153 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل متفرقة في الصلاة

 السؤال :
 2025-05-14
 718
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ لِلْمُصَلِّي أَنْ يَدْعُوَ فِي صَلَاتِهِ إِلَّا بِمَا وَرَدَ فِي السُّنَّةِ، لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي»؟
 السؤال :
 2025-03-12
 169
مَا السِّرُّ فِي وُجُوبِ سَجْدَتَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْ رَكَعَاتِ الصَّلَاةِ؟
 السؤال :
 2024-07-25
 554
هَلِ الاسْتِفْتَاحُ في الصَّلَاةِ مَقْصُورٌ عَلَى قَوْلِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ؛ أَمْ هُنَاكَ صِيَغٌ أُخْرَى؟
 السؤال :
 2024-07-25
 541
مَا حُكْمُ دُعَاءِ الاسْتِفْتَاحِ في الصَّلَاةِ عِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ؟
 السؤال :
 2022-10-27
 1082
مَا هِيَ شُرُوطُ صِحَّةِ الجَمْعِ بَيْنَ الصَّلَوَاتِ، سَوَاءٌ كَانَتْ جَمْعَ تَقْدِيمٍ أَو جَمْعَ تَأْخِيرٍ؟
 السؤال :
 2022-08-22
 440
مَا فَضْلُ تَكْبِيرَةِ الإِحْرَامِ؟ وَمَتَى تُدْرَكُ؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5701
المقالات 3235
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 424747097
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :