الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتعالى: ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْـمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ﴾.
وَذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ مِنَ الحَنَفِيَّةِ وَالمَالِكِيَّةِ وَالحَنَابِلَةِ إلى أَنَّ تَعَلُّمَ السِّحْرِ حَرَامٌ وَكُفْرٌ، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ﴾. أَيْ: بِتَعَلُّمِهِ.
وَأَمَّا حَدِيثُ: تَعَلَّمُوا السِّحْرَ وَلَا تَعْمَلُوا بِهِ. فَهُوَ حَدَيثٌ مَوْضُوعٌ.
وبناء على ذلك:
فَتَعَلُّمُ السِّحْرِ وَلَو بِدُونِ عَمَلٍ بِهِ حَرَامٌ وَكَبِيرَةٌ مِنَ الكَبَائِرِ عِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ. هذا، والله تعالى أعلم.