ثوبه ثوب زيات

7521 - ثوبه ثوب زيات

25-08-2016 6155 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كان ثوبه كأنه ثوب زيات؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7521
 2016-08-25

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ روى التِّرْمِذِيُّ في الشَّمائلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ دَهْنَ رَأْسِهِ، وَتَسْرِيحَ لِحْيَتِهِ، وَيُكْثِرُ الْقِنَاعَ، كَأَنَّ ثَوْبَهُ ثَوْبُ زَيَّاتٍ. وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ.

لَقَدْ كَانَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُكثِرُ دَهْنَ رَأْسِهِ، وَيَهْتَمُّ بِتَسْرِيحِ وَتَمْشِيطِ لِحْيَتِهِ الشَّرِيفَةِ.

قَوْلُهُ: وَيُكْثِرُ الْقِنَاعَ: أَيْ: لِبْسَهُ، وَهُوَ خِرْقَةٌ تُلْقَى على الرَّأْسِ تَحْتَ العِمَامَةِ بَعْدَ اسْتِعْمَالِ الدُّهْنِ، وِقَايَةً للعِمَامَةِ مِنْ أَثَرِ الدُّهْنِ.

وَقَوْلُهُ: كَأَنَّ ثَوْبَهُ ثَوْبُ زَيَّاتٍ: المَقْصودُ بِالثَّوْبِ هُوَ القِنَاعُ، وَلَيْسَ الثَّوْبُ الذي كَانَ على بَدَنِهِ الشَّرِيفِ، لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَنْظَفَ النَّاسِ ثَوْبَاً، وَأَحْسَنَهُمْ هَيْئَةً، وَأَجْمَلَهُمْ سَمْتَاً، وَقَدْ ثَبَتَ في سُنَنِ أَبي داود عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَرَأَى رَجُلَاً شَعِثَاً قَدْ تَفَرَّقَ شَعْرُهُ؛ فَقَالَ: «أَمَا كَانَ يَجِدُ هَذَا مَا يُسَكِّنُ بِهِ شَعْرَهُ».

وَرَأَى رَجُلَاً آخَرَ وَعَلْيِهِ ثِيَابٌ وَسِخَةٌ؛ فَقَالَ: «أَمَا كَانَ هَذَا يَجِدُ مَاءً يَغْسِلُ بِهِ ثَوْبَهُ».

وروى أبو داود والطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فَأَصْلِحُوا رِحَالَكُمْ، وَأَصْلِحُوا لِبَاسَكُمْ، حَتَّى تَكُونُوا كَأَنَّكُمْ شَامَةٌ فِي النَّاسِ».

وَيُؤَيِّدُ أَنَّ المَقْصُودَ بِالثَّوْبِ هُوَ القِنَاعُ، مَا جَاءَ في غِذَاءِ الأَلْبَابِ واللَّفْظُ للخَطِيبِ قَالَ: كَأَنَّ مِلْحَفَتَهُ مِلْحَفَةُ زَيَّاتٍ.

وفي رِوَايَةٍ لابن سَعْدٍ في الطَّبَقَاتِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ التَّقَنُّعَ بِثَوْبِهِ حَتَّى كَأَنَّ ثَوْبَهُ ثَوْبُ زَيَّاتٍ أَو دَهَّانٍ.

وَقَدْ يَكُونُ المَقْصُودُ بِالثَّوْبِ هُوَ الثَّوْبُ الذي يَلْبَسُهُ أَثْنَاءَ اسْتِعْمَالِ الدُّهْنِ، وَهَذَا لَا يَلْزَمُ أَنْ يَسْتَمِرَّ في لِبْسِهِ.

وبناء على ذلك:

فَقَدْ وَرَدَ هَذَا الحَدِيثُ في الشَّمَائِلِ للتِّرْمِذِيِّ، وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
6155 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  فتاوى متعلقة بالحديث الشريف

 السؤال :
 2023-11-23
 5220
مَا صِحَّةُ حَدِيثِ: (أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا اثْنَانِ: امْرَأَةٌ عَصَتْ زَوْجَهَا، وَإِمَامُ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ)؟
 السؤال :
 2023-09-17
 4567
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ سَيِّدَنَا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَفَضَ إِحْضَارَ كِتَابٍ أَرَادَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكْتُبَ فِيهِ للأُمَّةِ، حَتَّى لَا يَضِلُّوا مِنْ بَعْدِهِ؟
 السؤال :
 2023-08-07
 3633
مَا مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ»؟
 السؤال :
 2023-02-25
 3619
مَا صِحَّةُ الحَدِيثِ الشَّرِيفِ: «أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ»؟ وَمَا مَعْنَاهُ؟
 السؤال :
 2023-02-25
 2032
لَقَدِ انْتَشَرَتْ في صُفُوفِ النِّسَاءِ الأَحَادِيثُ المَكْذُوبَةُ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، مِنْ قِبَلِ بَعْضِ النِّسَاءِ اللَّوَاتِي يَتَظَاهَرْنَ بِأَنَّهُنَّ دَاعِيَاتٌ إلى اللهِ تعالى، فَمَا حُكْمُ ذَلِكَ؟
 السؤال :
 2022-09-09
 3793
هُنَاكَ بَعْضُ المُشَكِّكِينَ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُونَ: أَيْنَ المُسَاوَاةُ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، مِنْ خِلَالِ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَقِيلُوا ذَوِي الْهَيْئَاتِ عَثَرَاتِهِمْ إِلَّا الْحُدُودَ»؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4802
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414915180
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :