الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَالسِّيجَارَةُ الالْكِتْرُونِيَّةُ ظَهَرَتْ في الصِّينِ عَامَ /2004 م/ وَهِيَ تُشْبِهُ في شَكْلِهَا وَمَلْمَسِهَا السِّيجَارَةَ الحَقِيقِيَّةَ، وَهِيَ تَحْتَوِي على جِهَازٍ الْكِتْرُونِيٍّ صَغِيرٍ، وَشَاحِنٍ كَهْرُبَائِيٍّ، وَنِيكُوتِينٍ مُرَكَّزٍ.
وَقَدْ حَذَّرَتْ كَثِيرٌ مِنَ الدُّوَلِ كَأُسْتَرَالْيَا وَكَنَدَا وَالبَرَازِيلِ وَالأَرْجَنْتِينِ مِنَ اسْتِعْمَالِ هَذِهِ السِّيجَارَةِ لِوُجُودِ الضَّرَرِ فِيهَا، وَذَلِكَ لِوُجُودِ مَادَّةِ النِّيكُوتِينِ مَعَ خَلِيطٍ مِنَ المَوَادِّ الكِيمْيَائِيَّةِ المُضَافَةِ وَالتي تَحْمِلُ مَوَادَّ سُمِّيَّةً.
وَقَدْ رَوَّجَ كَثِيرٌ مِنْ أَصْحَابِ الشَّرِكَاتِ المُنْتِجَةِ لِهَذِهِ السِّيجَارَةِ، وَزَعَمُوا أَنَّهَا تُسَاعِدُ على تَرْكِ التَّدْخِينِ، وَكُلُّ هَذَا مِنَ الأَكَاذِيبِ التي اضْطَرُّوا إِلَيْهَا مِنْ أَجْلِ تَرْوِيجِ هَذِهِ السِّيجَارَةِ.
فَهِيَ في الحَقِيقَةِ لَا فَرْقَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ السِّيجَارَةِ العَادِيَّةِ الحَقِيقِيَّةِ، وَهَذَا مَا أَكَّدَهُ مُؤْتَمَرُ وَزَارَةِ الصِّحَّةِ في الدُّوَلِ التي حَذَّرَتْ مِنْهَا.
وبناء على ذلك:
فَشُرْبُ السَّجَائِرِ الالْكِتْرُونِيَّةِ لَا يَجُوزُ شَرْعَاً، لِلْحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه ابن ماجه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ». وَلِلْقَاعِدَةِ الفِقْهِيَّةِ: مَا ثَبَتَ ضَرَرُهُ ثَبَتَتْ حُرْمَتُهُ. هذا، والله تعالى أعلم.
