ضرب والده لأنه يتعاطى الخمر

7749 - ضرب والده لأنه يتعاطى الخمر

13-12-2016 2773 مشاهدة
 السؤال :
رجل يتعاطى والده شرب المخدرات والخمر، ونهاه الولد، ولكن لم ينته، فقام الولد بضرب والده غيرة على دين الله تعالى، فهل هذا جائز شرعاً؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7749
 2016-12-13

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: الأَمْرُ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ المُنْكَرِ مَطْلُوبٌ شَرْعَاً، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ».

قِيلَ: لِمَنْ؟

قَالَ: «للهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» رواه الإمام مسلم عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ  رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَيَجِبُ على الوَلَدِ أَنْ يَأْمُرَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ المُنْكَرِ، وَيَنْصَحَ بِالأُسْلُوبِ الهَيِّنِ اللَّيِّنِ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلَاً لَيِّنَاً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾.

وَعَلَيْهِ أَنْ يُذَكِّرَ وَالِدَهُ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالـمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.

وَبِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَلَا يَـشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَـشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ» رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثانياً: على الوَلَدِ أَنْ يَتَذَكَّرَ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنَاً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ المَصِيرُ﴾. وَقَوْلَهُ تعالى: ﴿فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ﴾. وَقَوْلَهُ تعالى: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفَاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾.

وبناء على ذلك:

فَمِنْ حَقِّ الوَالِدِ على وَلَدِهِ أَنْ يَنْصَحَهُ، وَمِنَ الوَاجِبِ على الوَلَدِ أَنْ يَنْصَحَ وَالِدَهُ بِأُسْلُوبٍ حَكِيمٍ أَدِيبٍ، وَأَنْ يَكُونَ النُّصْحُ بِلُطْفٍ وَسِرَّاً وَبِدُونِ اسْتِعْلَاءٍ مَعَ الدُّعَاءِ لَهُ بِظَهْرِ الغَيْبِ.

وَيَحْرُمُ على الوَلَدِ أَنْ يَضْرِبَ وَالِدَهُ وَلَو لِوُجُودِ مُنْكَرٍ، لِأَنَّ حَقَّ التَّأْدِيبِ لَيْسَ لَهُ، وَلَكِنْ لَهُ النُّصْحُ وَالتَّذْكِيرُ بِحُدُودِ اللهِ تعالى.

لِذَا وَجَبَ على الوَلَدِ أَنْ يَسْتَغْفِرَ اللهَ تعالى مِنْ ضَرْبِ وَالِدِهِ، وَأَنْ يُقَدِّمَ لَهُ الاعْتِذَارَ، وَأَنْ يَطْلُبَ مِنْهُ السَّمَاحَ، وَأَنْ يُكْثِرَ الدُّعَاءَ لِوَالِدِهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2773 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  بر الوالدين وصلة الأرحام

 السؤال :
 2025-03-15
 135
إِنْسَانٌ يُسِيءُ الأَدَبَ مَعَ وَالِدَيْهِ وَإِخْوَتِهِ، فَهَلْ مِنْ نَصِيحَةٍ لَهُ؟
 السؤال :
 2022-12-25
 767
رَجُلٌ أُصِيبَ وَالِدُهُ بِمَرَضِ الإِيدز، وَهُوَ خَائِفٌ عَلَيْهِ مِنْ سُوءِ الخَاتِمَةِ، فَمَاذَا يَصْنَعُ مَعَ وَالِدِهِ؟
 السؤال :
 2020-07-16
 3049
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى الإِنْسَانِ أَنْ يَصِلَ خَالَتَهُ، وَأَنْ يُحْسِنَ إِلَيْهَا، وَهَلْ يَجُوزُ دَفْعُ الزَّكَاةِ لَهَا؟
 السؤال :
 2020-07-02
 998
مَا حُكْمُ مُنَادَةِ الوَالِدِ: يَا حَاج، وَكَذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ للأُمِّ؟
 السؤال :
 2019-05-23
 4900
هل هناك علاقة بين وصل الرحم والرزق؟
 السؤال :
 2019-03-22
 21798
ما هو الواجب عليَّ وعلى إخوتي وأخواتي تجاه زوجة أبي؟ وهل هي من الأرحام التي يجب صلتها؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5701
المقالات 3236
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 424890029
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :