الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَهَذَا الحَدِيثُ صَحِيحٌ رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وَالمَقْصُودُ بِالخِيَانَةِ هُنَا هِيَ أَنَّهَا قَبِلَتْ مَا زَيَّنَ لَهَا إِبْلِيسُ مِنَ الأَكْلِ مِنَ الشَّجَرَةِ، وَهِيَ زَيَّنَتْ لِسَيِّدِنَا آدَمَ كَذَلِكَ حَتَّى وَقَعَا في ذَلِكَ.
وَلَيْسَ المُرَادُ بِالخِيَانَةِ هُنَا ارْتِكَابَ الفَاحِشَةِ ـ حَاشَا للهِ تعالى ـ.
وبناء على ذلك:
فَلَيْسَ المَقْصُودُ بِالخِيَانَةِ ارْتِكَابَ الفَاحِشَةِ، بَلْ تَزْيِينُهَا لِسَيِّدِنَا آدَمَ الأَكْلَ مِنَ الشَّجَرَةِ بِسَبَبِ إِغْوَاءِ إِبْلِيسَ؛ وَلَمَّا كَانَتْ هِيَ أُمُّ بَنَاتِ آدَمَ أَشْبَهْنَهَا بِالوِلَادَةِ وَنَزْعِ العِرْقِ، فَلَا تَكَادُ امْرَأَةٌ تَسْلَمُ مِنْ خِيَانَةِ زَوْجِهَا بِالفِعْلِ أَو القَوْلِ، حَيْثُ تُزَيِّنُ المَرْأَةُ أَحيَانَاً لِزَوْجِهَا المَعْصِيَةَ وَتُسَهِّلُهَا عَلَيْهِ. هذا، والله تعالى أعلم.