الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فماء زمزم ماء مباركة طيبة، وهي سقيا الله عز وجل لسيدنا إسماعيل عليه السلام، وقال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: «إنها مباركة، إنها طعامُ طُعْمٍ وشفاءُ سقم» رواه مسلم والبيهقي.
وقد ذكر الفقهاء أنه يستحبُّ أثناء شربها مراعاة ما يلي:
أولاً: أن يستقبل القبلة ويسمي الله تعالى.
ثانياً: أن يشرب ماء زمزم على دفعات ثلاثة.
ثالثاً: أن يشربها مصّاً لا عبّاً.
رابعاً: أن يرش من ماء زمزم على وجهه ورأسه وصدره.
خامساً: أن يدعو الله عز وجل، ويقول عند شربه: اللهم إنه قد بلغني عن نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ماء زمزم لما شرب له» رواه ابن ماجه، وأنا أشربه بنية كذا وكذا ـ يدعو بالدعاء الذي يراه لنفسه ولغيره.
سادساً: يستحب أن يدعو بدعاء ابن عباس رَضِيَ اللهُ عنهُما: اللهم إني أسالك علماً نافعاً، ورزقاً واسعاً، وشفاء من كل داء.
سابعاً: ولا حرج في شربه قائماً أو قاعداً، لأن الفقهاء اختلفوا في ذلك، والراجح والله تعالى أعلم أن يشربه جالساً.
ويقول سيدنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنه: كنت عند ابن عباس رَضِيَ اللهُ عنهُما جالساً، فجاءه رجل فقال: من أين جئت؟ قال: من زمزم.
قال: فشربت منها كما ينبغي؟
قال: فكيف؟
قال: إذا شربت منها فاستقبل الكعبة، واذكر اسم الله تعالى، وتنفّس ثلاثاً من زمزم، وتضلَّع منها، فإذا فرغت فاحمد الله تعالى.
نسأل الله تعالى أن يكرمنا بشربها من نبعها من جوار الكعبة المشرَّفة. هذا، والله تعالى أعلم.