ولا يخلي رحمة الله تنزل

8063 - ولا يخلي رحمة الله تنزل

17-05-2017 1965 مشاهدة
 السؤال :
هل يجوز أن يقال عن ظالم: لا يرحم، ولا يخلي رحمة الله تنزل؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8063
 2017-05-17

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: يَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿مَا يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾. وَيَقُولُ تعالى: ﴿وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ﴾. وَيَقُولُ تعالى: ﴿قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ﴾.

وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ» رواه الشيخان عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثانياً: هُنَاكَ أُنَاسٌ ظَالِمُونَ لَا يَرْحَمُونَ، قُلُوبُهُمْ قَاسِيَةٌ، بَلْ هِيَ أَقْسَى مِنَ الحَجَرِ، هَؤُلَاءِ لَا يَرْحَمُونَ الخَلْقَ، وَمَنْ لَا يَرْحَمُ الخَلْقَ لَنْ يَرْحَمَهُ اللهُ تعالى، روى الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ».

وبناء على ذلك:

فَإِذَا قَالَ إِنْسَانٌ عَنْ ظَالِمٍ: لَا يَرْحَمُ؛ لَا حَرَجَ في ذَلِكَ، لِأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ صَادِقَاً، أَمَّا أَنْ يَقُولَ: وَلَا يُخَلِّي رَحمَةَ اللهِ تَنْزِلُ، فَهَذِهِ كَلِمَةُ كُفْرٍ ظَاهِرَةٌ، لِأَنَّهُ يَنْسِبُ بِذَلِكَ العَجْزَ إلى اللهِ تعالى القَائِلِ: ﴿وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ﴾.

اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ القُدْرَةُ المُطْلَقَةُ، فَهَلْ هَذَا المَخْلُوقُ الضَّعِيفُ الفَقِيرُ الذي لَا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ ضُرَّاً وَلَا نَفْعَاً، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ، يَسْتَطِيعُ أَنْ يَحْبِسَ رَحْمَةَ اللهِ تعالى عَنْ خَلْقِهِ حَتَّى لَا تَنْزِلَ؟

هَذِهِ الكَلِمَةُ التي تَخْرُجُ مِنَ العَبْدِ في حَالَةِ غَلَبَةٍ وَقَهْرٍ مِنْ مَخْلُوقٍ، وَعَلَيْهِ التَّوْبَةُ وَالاسْتِغْفَارُ مِنْهَا، وَأَنْ يَجْزِمَ عَلَى أَنْ لَا يَعُودَ إِلَيْهَا، لِأَنَّهُ إِذَا اعْتَقَدَهَا ـ لَا قَدَّرَ اللهُ تعالى ـ كَفَرَ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1965 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل متفرقة في الحظر والإباحة

 السؤال :
 2025-04-17
 125
هَلْ يَجُوزُ شَرْعًا أَنْ يُحَوِّلَ الإِنْسَانُ صُورَتَهُ إِلَى صُورَةٍ كَرْتُونِيَّةٍ عَنْ طَرِيقِ الذَّكَاءِ الاصْطِنَاعِيِّ؟
 السؤال :
 2025-03-17
 156
هَلْ يَجُوزُ لِلْمُسْلِمِ إِنْ أَحْسَنَ إِلَيْهِ أَحَدٌ أَنْ يَقُولَ لَهُ: اللهُ يَجْزِيكَ عَنِّي أَلْفَ خَيْرٍ؟
 السؤال :
 2025-03-17
 114
هَلْ مِنْ دَلِيلٍ عَلَى وُجُوبِ الصَّلَاةِ عَلَى آلِ البَيْتِ وَالصَّحَابَةِ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ؟
 السؤال :
 2025-03-03
 173
هَلْ وَرَدَ دَلِيلٌ بِجَوَازِ التَّوَسُّلِ بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ خَلْقِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟
 السؤال :
 2025-02-22
 158
لِمَاذَا حَرَّمَ اللهُ تعالى، وَحَرَّمَ رَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لُبْسَ الحَرِيرِ عَلَى الرِّجَالِ، مَعَ أَنَّهُ مِنْ نَعِيمِ اللهِ تعالى لِعِبَادِهِ فِي الجَنَّةِ؟
 السؤال :
 2025-02-18
 230
مَا حُكْمُ قَوْلِ القَائِلِ: مَدَدًا يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللهِ، أَو مَدَدًا يَا سَيِّدِي (فُلَانٍ مِنَ الصَّالِحِينَ)؟ أَلَا يُعْتَبَرُ هَذَا شِرْكًا؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5677
المقالات 3209
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 422577791
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :