ضمان العارية

8269 - ضمان العارية

11-08-2017 273 مشاهدة
 السؤال :
أريد أن أعير صديقي عارية، وأشترط عليه أن تكون مضمونة عليه مهما كانت الأسباب، فهل من حرج في ذلك؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8269
 2017-08-11

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ رَوَى الإمام أحمد عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ اسْتَعَارَ مِنْهُ يَوْمَ حُنَيْنٍ أَدْرَاعَاً، فَقَالَ: أَغَصْبَاً يَا مُحَمَّدُ؟

قَالَ: «بَلْ عَارِيَةٌ مَضْمُونَةٌ».

قَالَ: فَضَاعَ بَعْضُهَا.

فَعَرَضَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُضَمِّنَهَا لَهُ.

قَالَ: أَنَا الْيَوْمَ يَا رَسُولَ اللهِ فِي الْإِسْلَامِ أَرْغَبُ.

وفي رِوَايَةٍ للحاكم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ اسْتَعَارَ مِنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ أَدْرُعَاً وَسِنَانَاً فِي غَزْوَةِ حُنَيْنٍ.

فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَعَارِيَةٌ مُؤَدَّاةٌ؟

قَالَ: «عَارِيَةٌ مُؤَدَّاةٌ».

وروى الحاكم وأبو داود والترمذي عَنْ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «عَلَى الْيَدِ مَا أَخَذَتْ حَتَّى تُؤَدِّيَهُ».

وَلَا خِلَافَ بَيْنَ الفُقَهَاءِ في أَنَّ العَارِيَةَ إِنْ تَلِفَتْ بِالتَّعَدِّي مِنَ المُسْتَعِيرِ فَإِنَّهُ يَضْمَنُهَا.

وَأَمَّا إِذَا هَلَكَتْ مِنْ غَيْرِ تَقْصِيرٍ، فَاخْتَلَفَ الفُقَهَاءُ في ذَلِكَ، فَعِنْدَ الحَنَفِيَّةِ لَا يَضْمَنُ إِلَّا بِالتَّعَدِِّي.

وَعِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ وَالحَنَابِلَةِ يَضْمَنُ المُسْتَعِيرُ بِهَلَاكِ الشَّيْءِ المُعَارِ، وَلَو هَلَكَ بِآفَةٍ سَمَاوِيَّةٍ، أَو أَتْلَفَهَا غَيْرُهُ، وَلَو بِلَا تَقْصِيرٍ.

وبناء على ذلك:

فَإِذَا أَرَدْتَ ضَمَانَ العَارِيَةِ، فَاشْتَرِطْ عَلَى المُسْتَعِيرِ أَنَّهَا عَارِيَةٌ مَضْمُونَةٌ مُؤَدَّاةٌ مَهْمَا كَانَتِ الأَسْبَابُ، فَإِنْ وَافَقَ عَلَى ذَلِكَ فَيَكُونُ ضَامِنَاً لَهَا وَإِنْ هَلَكَتْ بِسَبَبٍ قَاهِرٍ، أَو سُرِقَتْ، أَو ضَاعَتْ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «بَلْ عَارِيَةٌ مَضْمُونَةٌ». «عَارِيَةٌ مُؤَدَّاةٌ». هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
273 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل متفرقة في المعاملات

 السؤال :
 2023-02-25
 484
مَا حُكْمُ الذي يَسْتَوْرِدُ بِضَاعَةً ـ عَلَى سَبِيلِ المِثَالِ ـ مِنَ الصِّينِ، وَيَكْتُبُ عَلَيْهَا صِنَاعَةُ دَوْلَةٍ أُخْرَى كَاليَابَانِ، أَو السُّوَيْدِ، أَو أَلَمَانْيَا، أو غَيْرِهَا مِنَ الدُّوَلِ، مَعَ العِلْمِ أَنَّهُ يَقُولُ للمُشْتَرِي: هَذِهِ بِضَاعَةٌ صِينِيَّةٌ؟ وَهَلْ يَجِبُ عَلَى مَنْ عَلِمَ بِذَلِكَ أَنْ يَنْصَحَ المُشْتَرِيَ؟
 السؤال :
 2023-02-02
 411
مَاتَ وَالِدِي رَحِمَهُ اللهُ تعالى، وَعَلَيْهِ دُيُونٌ، وَلَمْ يَتْرُكْ إِلَّا بَيْتًا، وَقِيمَةُ البَيْتِ إِذَا بِيعَ تُسَدِّدُ دُيُونَهُ، فَهَلْ يَجِبُ بَيْعُ البَيْتِ لِسَدَادِ دُيُونِهِ؟
 السؤال :
 2022-10-27
 786
مَا حُكْمُ بَيْعِ الذَّهَبِ القَدِيمِ بِجَدِيدٍ مَعَ دَفْعِ الفَرْقِ؟
 السؤال :
 2022-02-14
 423
أَنَا أَعْمَلُ أَجِيرًا عِنْدَ بَائِعِ الذَّهَبِ، وَلَكِنَّ صَاحِبِ المَحَلِّ يَبِيعُ الذَّهَبَ لِأَجَلٍ، فَهَلْ أَنَا شَرِيكٌ مَعَهُ في الإِثْمِ؟
 السؤال :
 2021-11-26
 434
مَا حُكْمُ الرَّجُلِ الذي يَسْتَدِينُ ثُمَّ يُمَاطِلُ في أَدَاءِ الدَّيْنِ، وَيَغْضَبُ إِنْ طُولِبَ، وَإِذَا جَاءَ لِسَدَادِ الدَّيْنِ أَحْرَجَ الدَّائِنَ في إِسْقَاطِ جُزْءٍ مِنْ حَقِّهِ؟
 السؤال :
 2021-03-25
 237
في كُلِّ جُمُعَةٍ تَقُومُ لَجْنَةُ الجَامِعِ عِنْدَنَا بِجَمْعِ التَّبَرُّعَاتِ للمَسْجِدِ، فَهَلْ يَجُوزُ أَخْذُ رَوَاتِبِ الإِمَامِ وَالخَطِيبِ وَالمُؤَذِّنِ وَالخَادِمِ مِنْ هَذَا المَالِ؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3164
المكتبة الصوتية 4798
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414768789
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :