الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَمِنْ أَكْبَرِ الكَبَائِرِ الكَذِبُ عَلَى اللهِ تعالى، وَعَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدَاً، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
حَتَّى ذَكَرَ بَعْضُ الفُقَهَاءِ أَنَّ الكَذِبَ عَلَى اللهِ تعالى، وَعَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، كُفْرٌ يُخْرِجُ عَنِ المِلَّةِ إِذَا تَعَمَّدَهُ الإِنْسَانُ.
وبناء على ذلك:
فَهَذِهِ الرِّوَايَةُ غَيْرُ صَحِيحَةٍ، وَهِيَ كَذِبٌ عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، تَحْرُمُ رِوَايَتُهَا، كَمَا يَحْرُمُ نَشْرُهَا عَلَى وَسَائِلِ الاتِّصَالِ، وَمَنْ نَشَرَهَا وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهَا كَذِبٌ انْدَرَجَ مَعَ جُمْلَةِ الكَذَّابِينَ عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، بِدَلِيلِ قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ، فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ» رواه الإمام مسلم عَنْ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. هذا، والله تعالى أعلم.