﴿إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ﴾

8557 - ﴿إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ﴾

15-12-2017 7244 مشاهدة
 السؤال :
ما تفسير قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ﴾؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8557
 2017-12-15

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ جَاءَ في صَحِيحِ الإِمَامِ البُخَارِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: وَقَالَ مُجَاهِدٌ: ﴿إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ﴾. النُّطْفَةُ فِي الإِحْلِيلِ.

وَعَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: ﴿إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ﴾. قَالَ: للصُّلْبِ.

وَيَقُولُ ابْنُ كَثِيرٍ في تَفْسِيرِهِ: وقوله تعالى: ﴿إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ﴾. فِيهِ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا عَلَى رَجْعِ هَذَا المَاءِ الدَّافِقِ، إلى مَقَرِّهِ الذي خَرَجَ مِنْهُ لَقَادِرٌ عَلَى ذَلِكَ؛ قَالَهُ مُجَاهِدٌ وَعِكْرِمَةُ وَغَيْرُهُمَا.

وَالقَوْلُ الثَّانِي: إِنَّهُ عَلَى رَجْعِ هَذَا الإِنْسَانِ المَخْلُوقِ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ، أَيْ إِعَادَتِهِ وَبَعْثِهِ إلى الدَّارِ الآخِرَةِ لَقَادِرٌ، لِأَنَّ مَنْ قَدَرَ عَلَى البِدَايَةِ قَدَرَ عَلَى الإِعَادَةِ. اهـ.

وبناء على ذلك:

فَقَوْلُهُ تعالى: ﴿إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ﴾. يَعْنِي: اللهُ جَلَّتْ قُدْرَتُهُ قَادِرٌ عَلَى إِعَادَةِ كُلِّ شَيْءٍ إلى مَا كَانَ عَلَيْهِ، فَهُوَ قَادِرٌ عَلَى إِعَادَةِ النُّطْفَةِ في الإِحلِيلِ، وَقَادِرٌ عَلَى إِعَادَتِهِ في الصُّلْبِ، وَقَادِرٌ عَلَى إِعَادَتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ، وَفِي كُلِّ ذَلِكَ إِرْشَادٌ للعَبْدِ إلى أَنَّهُ عَبْدٌ ضَعِيفٌ في أَصْلِهِ الذي خُلِقَ مِنْهُ، وَإِرْشَادٌ لَهُ عَلَى أَنْ يَعْتَرِفَ بِيَوْمِ المَعَادِ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
7244 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2025-05-07
 145
مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّهُ مَا مِنْ عَبْدٍ خَلَقَهُ اللهُ تَعَالَى إِلَّا أَسْبَغَ عَلَيْهِ نِعَمًا لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى، حَتَّى وَلَو كَانَ كَافِرًا، فَإِذَا كَانَ هَذَا الكَلَامُ صَحِيحًا فَكَيْفَ نَفْهَمُ قَوْلَهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ الفَاتِحَةِ: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾؟ هَلْ مِنَ المَعْقُولِ أَنْ نَطْلُبَ مِنَ اللهِ تَعَالَى أَنْ يَهْدِيَنَا طَرِيقَ الكُفَّارِ؟
رقم الفتوى : 13617
 السؤال :
 2024-08-01
 1132
مَا تَفْسِيرُ الآيَتَيْنِ الكَرِيمَتَيْنِ: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ﴾ ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ﴾؟
رقم الفتوى : 13237
 السؤال :
 2024-07-25
 544
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾؟
رقم الفتوى : 13230
 السؤال :
 2024-07-25
 764
مَا دَامَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ فَتَحَ بَابَ التَّوْبَةِ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ، فَكَيْفَ نُوَفِّقُ بَيْنَ هَذَا، وَبَيْنَ قَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ﴾؟
رقم الفتوى : 13229
 السؤال :
 2024-07-25
 506
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ﴾؟
رقم الفتوى : 13228
 السؤال :
 2023-08-07
 677
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5701
المقالات 3235
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 424808550
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :