تعليق التميمة

8558 - تعليق التميمة

15-12-2017 6859 مشاهدة
 السؤال :
ما حكم تعليق التميمة للإنسان؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8558
 2017-12-15

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الحاكم عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً فَلَا أَتَمَّ اللهُ لَهُ». يَعْنِي: فَلَا أَتَمَّ اللهُ صِحَّتَهُ وَعَافِيَتَهُ.

وَالتَّمِيمَةُ خَيْطٌ أَو خَرَزَاتٌ كَانَ العَرَبُ يُعَلِّقُونَهَا عَلَى أَوْلَادِهِمْ يَمْنَعُونَ بِهَا العَيْنَ في زَعْمِهِمْ، فَأَبْطَلَهَا الإِسْلَامُ.

وَهُنَاكَ فَارِقٌ بَيْنَ الرُّقْيَةِ وَالتَّمِيمَةِ، فَالرُّقْيَةُ تَكُونُ بِقِرَاءَةِ شَيْءٍ مِنَ القُرْآنِ، أَو الأَدْعِيَةِ الوَارِدَةِ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، أَوعَنْ بَعْضِ الصَّالِحِينَ.

وَأَمَّا التَّمِيمَةُ فَهِيَ وَرَقَةٌ لَا يُكْتَبُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ.

وَلَا خِلَافَ بَيْنَ الفُقَهَاءِ في عَدَم جَوَازِ التَّمِيمَةِ إِذَا كَانَ فِيهَا اسْمٌ وَكَلِمَاتٌ لَا يُعْرَفُ مَعْنَاهَا، لِأَنَّ مَا لَا يُفْهَمُ لَا يُؤْمَنُ أَنْ يَكُونَ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ الـشِّرْكِ، وَلِأَنَّهُ لَا دَافِعَ إِلَّا اللهُ تعالى، وَلَا يُطْلَبُ دَفْعُ المُؤْذِيَاتِ إِلَّا بِاللهِ تعالى وَأَسْمَائِهِ.

أَمَّا إِذَا كَانَتِ التَّمِيمَةُ لَا تَشْمَلُ إِلَّا عَلَى شَيْءٍ مِنَ القُرْآنِ وَأَسْمَاءِ اللهِ تعالى وَصِفَاتِهِ، وَالأَدْعِيَةِ المَشْرُوعَةِ، فَلَا حَرَجَ مِنْ حَمْلِهَا عِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ، وَحَمَلُوا حَدِيثَ: «إِنَّ الرُّقَى، وَالتَّمَائِمَ، وَالتِّوَلَةَ (السِّحْرَ) شِرْكٌ» ـ عَلَى التَّمَائِمِ التي فِيهَا شَيْءٌ مِنَ الشِّرْكِ ـ رواه الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وبناء على ذلك:

فَإِذَا كَانَتِ التَّمِيمَةُ تَحْتَوِي أَدْعِيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَو أَدْعِيَةَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، أَو أَسْمَاءَ اللهِ تعالى الحُسْنَى وَصِفَاتِهِ، أَو مِنْ أَدْعِيَةِ بَعْضِ الصَّالِحِينَ، فَلَا حَرَجَ مِنْ حَمْلِهَا؛ وَأَمَّا إِذَا كَانَتْ تَحْتَوِي كَلِمَاتٍ لَا يُفْهَمُ مَعْنَاهَا، أَو تَحْتَوِي عَلَى كَلِمَاتِ الشِّرْكِ، فَلَا يَجُوزُ حَمْلُهَا.

وَمَنْ حَمَلَ تَمِيمَةً مَشْرُوعَةً يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَعْتَقِدَ اعْتِقَادَاً جَازِمَاً بِأَنَّ النَّافِعَ وَالضَّارَّ، وَالمُعْطِيَ وَالمَانِعَ، وَالحَافِظَ وَالمُتَوَلِّيَ هُوَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
6859 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل متفرقة في الحظر والإباحة

 السؤال :
 2023-12-29
 108
زَوْجَتِي صَاحِبَةُ دِينٍ وَخُلُقٍ، إِلَّا أَنَّهَا عِنْدَمَا تَتَحَدَّثُ مَعَ زُمَلَائِهَا في العَمَلِ تُمَازِحُهُمْ، وَتَضْحَكُ إِلَيْهِمْ، وَقَدْ قَدَّمْتُ لَهَا النُّصْحَ، وَلَكِنْ بِدُونِ جَدْوَى، فَمَاذَا أَفْعَلُ؟
 السؤال :
 2023-12-29
 614
بِسَبَبِ الظُّرُوفِ القَاهِرَةِ في بَلَدِنَا، اضْطُرِرْنَا للسَّفَرِ خَارِجَ القُطْرِ مَعَ زَوْجِي وَأَخِيهِ وَزَوْجَتِهِ، فَمَا الحُكْمُ الشَّرْعِيُّ في السَّكَنِ سَوِيَّةً في مَنْزِلٍ وَاحِدٍ؟
 السؤال :
 2023-12-29
 312
أَنَا أَهْوَى الرَّسْمَ، وَأَعْلَمُ أَنَّ رَسْمَ ذِي رُوحٍ لَا يَجُوزُ، وَلَكِنْ هَلْ يَجُوزُ أَنْ أَرْسُمَ صُورَةَ إِنْسَانٍ مِنْ خَلْفِهِ؟
 السؤال :
 2023-12-29
 171
مَا حُكْمُ الشَّرْعِ في إِقَامَةِ المَرْأَةِ المُسْلِمَةِ في البِلَادِ الغَرْبِيَّةِ؟
 السؤال :
 2023-03-25
 626
مَا الحُكْمُ الشَّرْعِيُّ في تَعْلِيقِ الخَرَزَةِ الزَّرْقَاءِ، المَرْسُومِ عَلَيْهَا عَيْنٌ، مِنْ أَجْلِ الوِقَايَةِ مِنْ عَيْنِ الحَاسِدِ؟
 السؤال :
 2023-03-10
 843
مَا الحُكْمُ الشَّرْعِيُّ بِتَبَرُّعِ الأَعْضَاءِ بِدُونِ مُقَابِلٍ؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 412718249
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :