تعزية أهل الكتاب

8684 - تعزية أهل الكتاب

11-02-2018 1689 مشاهدة
 السؤال :
هل يجوز للإنسان أن يعزي رجلاً نصرانياً بفقد قريب له، وأن يدعو الله تعالى لميتهم؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8684
 2018-02-11

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: الإِنْسَانُ المُؤْمِنُ مَأْمُورٌ أَنْ يَقُولَ للنَّاسِ جَمِيعَاً حُسْنَاً، وَمَأْمُورٌ بِحُسْنِ الأَخْلَاقِ، وَحُسْنِ التَّعَامُلِ، وَحُسْنِ الجِوَارِ.

روى البيهقي عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْجِيرَانُ ثَلَاثَةٌ: فَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ ثَلَاثَةُ حُقُوقٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ حَقَّانِ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ حَقٌّ، فَأَمَّا الَّذِي لَهُ ثَلَاثَةُ حُقُوقٍ فَالْجَارُ المُسْلِمُ الْقَرِيبُ لَهُ حَقُّ الْجَارِ، وَحَقُّ الْإِسْلَامِ، وَحَقُّ الْقَرَابَةِ، وَأَمَّا الَّذِي لَهُ حَقَّانِ فَالْجَارُ المُسْلِمُ لَهُ حَقُّ الْجِوَارِ، وَحَقُّ الْإِسْلَامِ، وَأَمَّا الَّذِي لَهُ حَقٌّ وَاحِدٌ فَالْجَارُ الْكَافِرُ لَهُ حَقُّ الْجِوَارِ».

قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، نُطْعِمُهُمْ مِنْ نُسُكِنَا؟

قَالَ: «لَا تُطْعِمُوا المُشْرِكِينَ شَيْئَاً مِنَ النُّسُكِ».

ثانياً: ذَهَبَ بَعْضُ الفُقَهَاءِ إلى جَوَازِ تَعْزِيةِ الرَّجُلِ النَّصْرَانِيِّ إِذَا نَزَلَتْ بِهِ مُصِيبَةٌ، وَمِنْ جُمْلَةِ المَصَائِبِ مُصِيبَةُ المَوْتِ، وَلَكِنْ بِشَرْطِ عَدَمِ وُجُودِ المُنْكَرَاتِ أَثْنَاءَ التَّعْزِيَةِ.

ثالثاً: لَا يَجُوزُ الدُّعَاءُ لِمَيْتِهِمْ بِالمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَلَكِنْ لَا حَرَجَ مِنْ أَنْ يُقَالَ لَهُمْ أَثْنَاءَ التَّعْزِيَةِ: جَبَرَ اللهُ مُصِيبَتَكَ، أَو أَحْسَنَ اللهُ لَكَ الخَلَفَ بِالخَيْرِ.

وبناء على ذلك:

فَالأُمُورُ بِمَقَاصِدِهَا، فَإِذَا كَانَتِ النِّيَّةُ في تَعْزِيَةِ أَهْلِ الكِتَابِ إِظْهَارَ أَخْلَاقِ المُسْلِمِينَ الحَسَنَةِ، وَأَنْ يَطْمَعَ الإِنْسَانُ في هِدَايَتِهِمْ إلى اللهِ تعالى، فَلَا حَرَجَ مِنْ تَعْزِيَتِهِمْ، بِـشَرْطِ أَنْ لَا يَكُونَ هُنَاكَ مُنْكَرَاتٌ أَثْنَاءَ التَّعْزِيَةِ، وَلَا يَدْعُو المُعَزِّي لِمَيْتِهِمْ بِالمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ، لِأَنَّ اللهَ تعالى يَقُولُ: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالَاً بَعِيدَاً﴾.

وَهَذَا مَاتَ مُشْرِكَاً بِقَوْلِهِ: عِيسَى ابْنُ اللهِ، وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1689 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل متفرقة في الحظر والإباحة

 السؤال :
 2025-04-17
 451
هَلْ يَجُوزُ شَرْعًا أَنْ يُحَوِّلَ الإِنْسَانُ صُورَتَهُ إِلَى صُورَةٍ كَرْتُونِيَّةٍ عَنْ طَرِيقِ الذَّكَاءِ الاصْطِنَاعِيِّ؟
 السؤال :
 2025-03-17
 197
هَلْ يَجُوزُ لِلْمُسْلِمِ إِنْ أَحْسَنَ إِلَيْهِ أَحَدٌ أَنْ يَقُولَ لَهُ: اللهُ يَجْزِيكَ عَنِّي أَلْفَ خَيْرٍ؟
 السؤال :
 2025-03-17
 129
هَلْ مِنْ دَلِيلٍ عَلَى وُجُوبِ الصَّلَاةِ عَلَى آلِ البَيْتِ وَالصَّحَابَةِ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ؟
 السؤال :
 2025-03-03
 214
هَلْ وَرَدَ دَلِيلٌ بِجَوَازِ التَّوَسُّلِ بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ خَلْقِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟
 السؤال :
 2025-02-22
 43
لِمَاذَا حَرَّمَ اللهُ تعالى، وَحَرَّمَ رَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لُبْسَ الحَرِيرِ عَلَى الرِّجَالِ، مَعَ أَنَّهُ مِنْ نَعِيمِ اللهِ تعالى لِعِبَادِهِ فِي الجَنَّةِ؟
 السؤال :
 2025-02-18
 258
مَا حُكْمُ قَوْلِ القَائِلِ: مَدَدًا يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللهِ، أَو مَدَدًا يَا سَيِّدِي (فُلَانٍ مِنَ الصَّالِحِينَ)؟ أَلَا يُعْتَبَرُ هَذَا شِرْكًا؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5682
المقالات 3210
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 422737498
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :