الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَهَذَا الحَدِيثُ مَوْضُوعٌ، لِأَنَّ المَلَائِكَةَ لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَحْجُبَ صَوْتَ العَبْدِ عَنِ اللهِ تعالى، وَكَيْفَ يَكُونُ هَذَا، وَاللهُ تعالى يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى؟ وَاللهُ تعالى لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ في الأَرْضِ وَلَا في السَّمَاءِ.
وَلَكِنْ جَاءَ في كِتَابِ الدُّعَاءِ للطَّبَرَانِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ الْعَبْدَ لِيَدْعُو اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ فَيُعْرِضُ عَنْهُ، وَيَدْعُوهُ فَيُعْرِضُ عَنْهُ، ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيَقُولُ لِمَلَائِكَتِهِ: أَبَى عَبْدِي أَنْ يَدْعُوَ غَيْرِي، يَدْعُونِي فَأُعْرِضُ عَنْهُ، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدِ اسْتَجَبْتُ لَهُ» وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ.
وبناء على ذلك:
فَالحَدِيثُ المَذْكُورُ في السُّؤَالِ حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ لَا صِحَّةَ لَهُ. هذا، والله تعالى أعلم.