هل الوقوف على رؤوس الآيات من السنة؟

8606 - هل الوقوف على رؤوس الآيات من السنة؟

10-01-2018 2524 مشاهدة
 السؤال :
هل الوقوف على رؤوس الآيات أثناء التلاوة من السنة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8606
 2018-01-10

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ رَوَى الحاكم عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْطَعُ قِرَاءَتَهُ آيَةَ آيَةً: ﴿الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾. ثُمَّ يَقِفُ: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾. ثُمَّ يَقِفُ.

فَكَانَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ القُرْآنَ آيَةً آيَةً، وَيَقِفُ عَلَى رَأْسِ كُلِّ آيَةٍ، وَلَا يَصِلُهَا بِمَا بَعْدَهَا.

وبناء على ذلك:

فَعَلَى تَالِي القُرْآنِ أَنْ يَقْطَعَ قِرَاءَتَهُ آيَةً آيَةً، لِأَنَّ ذَلِكَ أَدْعَى للفَهْمِ وَالتَّدَبُّرِ، وَهِيَ سُنَّةُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

هَذَا في الآيَاتِ القَصِيرَةِ، أَمَّا في الآيَاتِ الطَّوِيلَةِ، فَعَلَيْهِ أَنْ يَتَعَلَّمَ عِلْمَ الوَقْفِ وَالابْتِدَاءِ، قَالَ السُّيُوطِيُّ في الإِتْقَانِ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلَاً﴾. التَّرْتِيلُ: تَجْوِيدُ الحُرُوفِ وَمَعْرِفَةُ الوُقُوفِ. اهـ.

وَيَقُولُ ابْنُ الجَزَرِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: فَفِي كَلَامِ عَلِيٍّ دَلِيلٌ عَلَى وُجُوبِ تَعَلُّمِهِ وَمَعْرِفَتِهِ، وَصَحَّ بَلْ تَوَاتَرَ عِنْدَنَا تَعَلُّمُهُ وَالاعْتِنَاءُ بِهِ مِنَ السَّلَفِ الصَّالِحِ، وَكَلَامُهُمْ في ذَلِكَ مَعْرُوفٌ وَنُصُوصُهُمْ عَلَيْهِ مَشْهُورَةٌ في الكُتُبِ، وَمِنْ ثَمَّ اشْتَرَطَ كَثِيرٌ مِنْ أَئِمَّةِ الخَلَفِ عَلَى المُجِيزِ أَنْ لَا يُجِيزَ أَحَدَاً إِلَّا بَعْدَ مَعْرِفَتِهِ الوَقْفَ وَالابْتِدَاءَ، وَكَانَ أَئِمَّتُنَا يُوقِفُونَنَا عِنْدَ كُلِّ حَرْفٍ وَيُشِيرُونَ إِلَيْنَا فِيهِ بِالأَصَابِعِ؛ سُنَّةً أَخَذُوهَا عَنْ شُيُوخِهُمُ الأَوَّلِينَ.

وَمِمَّا يُؤْسَفُ لَهُ أَنَّ كَثِيرَاً مِنْ طَلَبَةِ العِلْمِ لَا يَهْتَمُّونَ بِعِلْمِ الوَقْفِ وَالابْتِدَاءِ، مَعَ العِلْمِ أَنَّهُ مُهِمٌّ جِدَّاً.

وَإِذَا وَصَلَ فَلَا حَرَجَ، وَلَكِنَّهُ خَالَفَ السُّنَّةَ، وَإِذَا وَقَفَ يَنْبَغِي أَن يَقِفَ عَلَى سُكُونٍ، وَإِذَا وَصَلَ فَلَا بُدَّ مِنْ تَحْرِيكِ آخِرِ الكَلِمَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2524 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  فتاوى متعلقة بالقرآن الكريم

 السؤال :
 2023-02-25
 1195
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ سُورَةَ الإِخْلَاصِ تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ؟
 السؤال :
 2023-02-25
 968
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ﴾؟
 السؤال :
 2023-02-06
 934
مَا مَعْنَى قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا﴾؟
 السؤال :
 2023-01-30
 430
يَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ﴾. وَيَقُولُ تعالى: ﴿وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ * لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ﴾. فَبِأَيِّ الأَمْرَيْنِ تَمَّتْ نَجَاةُ سَيِّدِنَا يُونُسَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنْ بَطْنِ الحُوتِ؟
 السؤال :
 2023-01-30
 459
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿وَاللهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾؟
 السؤال :
 2022-10-03
 516
في قِصَّةِ ابْنَيْ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عِنْدَمَا قَتَلَ قَابِيلُ هَابِيلَ قَالَ تعالى عَنْ قَابِيلَ القَاتِلِ: ﴿فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ﴾. وَمِنَ المَعْلُومِ أَنَّ النَّدَمَ تَوْبَةٌ، فَلِمَاذَا كُلَّمَا قَتَلَ إِنْسَانٌ آخَرَ ظُلْمًا يَتَحَمَّلُ قَابِيلُ وِزْرَهُ؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3161
المكتبة الصوتية 4797
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414156150
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :