الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَاسْتِخْدَامُ السِّوَاكِ سُنَّةٌ عِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي ـ أَوْ عَلَى النَّاسِ ـ لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلَاةٍ» رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وَذَهَبَ أَكْثَرُ الفُقَهَاءِ إلى القَوْلِ بِجَوَازِ اسْتِخْدَامِ السِّوَاكِ أَثْنَاءَ الصِّيَامِ، إِذَا كَانَ العُودُ يَابِسَاً، أَمَّا إِذَا كَانَ رَطِبَاً فَإِنَّهُ يُكْرَهُ خَشْيَةَ ابْتِلَاعِ شَيْءٍ مِنْهُ.
وبناء على ذلك:
فَلَا حَرَجَ مِنَ اسْتِخْدَامِ السِّوَاكِ أَثْنَاءَ الصِّيَامِ، وَيَجُوزُ بَلْعُ الرِّيقِ بَعْدَ اسْتِخْدَامِ السِّوَاكِ، أَمَّا إِذَا تَحَلَّلَ شَيْءٌ مِنَ السِّوَاكِ في الفَمِ، وَوَجَدَ الصَّائِمُ طَعْمَهُ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يَلْفُظَهُ وَلَا يَبْتَلِعَهُ، فَإِذَا ابْتَلَعَهُ أَفْطَرَ وَعَلَيْهِ القَضَاءُ دُونَ الكَفَّارَةِ.
أَمَّا إِذَا مَجَّ طَعْمَ السِّوَاكِ، ثُمَّ ابْتَلَعَ رِيقَهُ فَهَذَا لَا يَضُرُّهُ، كَمَنْ تَمَضْمَضَ، وَمَجَّ المَاءَ مِنْ فِيهِ، ثُمَّ ابْتَلَعَ رِيقَهُ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |