الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَتَسْجِيلُ المُكَالَمَاتِ الهَاتِفِيَّةِ حَرَامٌ شَرْعَاً، إِذَا كَانَتْ بِدُونِ عِلْمِ المُتَكَلِّمِ، لِأَنَّ الحَدِيثَ الذي يَتَكَلَّمُ بِهِ الإِنْسَانُ مَعَ صَاحِبِهِ أَمَانَةٌ، روى ابن أبي شيبة عَنِ الْحَسَنَ قَالَ: إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ بِحَدِيثٍ وَقَالَ: اكْتُمْ عَلَيَّ، فَهِيَ أَمَانَةٌ.
وَخَاصَّةً إِذَا كَانَ الحَدِيثُ سِرَّاً، وَطَلَبَ مِنْ صَاحِبِهِ الكِتْمَانَ صَرَاحَةً، بِأَنْ يَقُولَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنُكَ، أَو طَلَبَ الكِتْمَانَ إِشَارَةً دُونَ الـتَّصْرِيحِ، كَأَنْ يَقُولَ لَهُ: هَلْ أَحَدٌ يَسْمَعُنِي؟ هَلْ أَنْتَ لِوَحْدِكَ؟ أَو يُخْفِضُ صَوْتَهُ عِنْدَ الحَدِيثِ.
وبناء على ذلك:
فَإِنَّ تَسْجِيلَ المُكَالَمَاتِ الهَاتِفِيَّةِ بِدُونِ عِلْمِ المُتَكَلِّمْ نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ الخِيَانَةِ، وَالخَدِيعَةِ، وَالمَكْرِ، وَخَاصَّةً إِذَا نُشِرَت بَيْنَ الآخَرِينَ. هذا، والله تعالى أعلم.