الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: الأَرَاضِي التي تَجِبُ فِيهَا الزَّكَاةُ هِيَ التي اشْتُرِيَتِ ابْتِدَاءً بِقَصْدِ التِجَارَةِ، لَا بِقَصْدِ القُنْيَةِ.
أَمَّا الأَرْضُ التي اشْتُرِيَتْ قُنْيَةً فَلَا تَجِبُ فِيهَا الزَّكَاةُ، وَالقُنْيَةُ تَعْنِي حَبْسَ الأَرْضِ للانْتِفَاعِ، فَإِنْ نَوَى بَيْعَهَا وَجَبَت فِيهَا الزَّكَاةُ عِنْدَ بَيْعِهَا مَرَّةً وَاحِدَةً، وَهَذَا عِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ؛ وَبَعْضُ الفُقَهَاءِ قَالُوا: القُنْيَةُ تَصِيرُ للتِّجَارَةِ بِمُجَرَّدِ النِّيَّةِ، للحَدِيثِ الذي رواه أبو داود عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُنَا أَنْ نُخْرِجَ الصَّدَقَةَ مِنَ الَّذِي نُعِدُّ لِلْبَيْعِ.
وَهَذَا الرَّأْيُ الذي أُفْتِي بِهِ، وَذَلِكَ لِمَصْلَحَةِ المَسَاكِينِ وَالفُقَرَاءِ.
ثانياً: الأَرَاضِي التي تَؤُولُ إلى الإِنْسَانِ عَنْ طَرِيقِ الإِرْثِ، وَتَدْخُلُ في مِلْكِيَّةِ الوَارِثِ لَا زَكَاةَ فِيهَا، لِأَنَّ مِنْ شُرُوطِ وُجُوبِ الزَّكَاةِ في الأَرْضِ أَنْ تَكُونَ اشْتُرِيَتْ، وَنَوَى بِهَا التِّجَارَةَ عِنْدَ الشِّرَاءِ.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَالأَرْضُ التي وَرِثْتَهَا مِنْ وَالِدِكَ لَا تَجِبُ فِيهَا الزَّكَاةُ بِاتِّفَاقِ الفُقَهَاءِ، وَإِذَا نَوَيْتَ بَيْعَهَا بَعْدَ أَنْ آلَت إِلَيْكَ فَلَا زَكَاةَ فِيهَا عِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ إِلَّا عِنْدَ بَيْعِهَا، وَبَعْضُهُمْ قَالَ بِوُجُوبِ الزَّكَاةِ فِيهَا بِمُجَرَّدِ نِيَّةِ بَيْعِهَا.
وَأَنَا أَنْصَحُكَ بِأَدَاءِ زَكَاتِهَا عَنِ الأَعْوَامِ السَّابِقَةِ عِنْدَمَا دَخَلَتْ في مِلْكِيَّتِكَ وَنَوَيْتَ بَيْعَهَا. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |