معنى «وَلَا هَامَةَ»

9233 - معنى «وَلَا هَامَةَ»

22-10-2018 4769 مشاهدة
 السؤال :
جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ، يقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَلَا هَامَةَ، وَلَا صَفَرَ». ما معنى قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَلَا هَامَةَ»؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9233
 2018-10-22

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَلَا هَامَةَ». بِتَخْفِيفِ المِيمِ، وَشُرِحَتْ مِنْ قِبَلِ العُلَمَاءِ بِمَعْنَيَيْنِ:

الأَوَّلُ: هِيَ طَائِرٌ يُشْبِهُ البُومَةَ، أَو هِيَ البُومَةُ، وَكَانَتِ العَرَبُ تَتَشَاءَمُ مِنْهَا إِذَا سَقَطَتْ عَلَى دَارِ أَحَدِهِمْ، فَيَظُنُّونَ أَنَّهَا مُبَشِّرَةٌ لِأَهْلِ البَيْتِ بِمَوْتِ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ البَيْتِ.

الثَّانِي: أَصْلُ مَعْنَى كَلِمَةِ الهَامَةِ هِيَ الرَّأْسُ، وَكَانَ العَرَبُ يَزْعُمُونَ أَنَّ الهَامَةَ طَائِرٌ يَخْرُجُ مِنْ هَامَةِ القَتِيلِ، وَيَقُولُ: اسْقُونِي اسْقُونِي، حَتَّى يُؤْخَذَ بِثَأْرِهِ، وَغَالِبُ العَرَبِ كَانُوا يَعْتَقِدُونَ أَنَّ هَذَا الطَّائِرَ هُوَ البُومَةُ فَيَتَشَاءَمُونَ مِنْهَا.

وَسَبَبُ اعْتِقَادِهِمْ وَتَشَاؤُمِهِمْ مِنَ البُومِ وَأَنَّهُ يَدُلُّ عَلَى الخَرَابِ أَو المَوْتِ كَوْنُ مَعِيشَةِ هَذَا الطَّائِرِ تَكُونُ غَالِبَاً في الخَرَائِبِ حَيْثُ يَصْطَادُ الأَفَاعِيَ الصَّغِيرَةَ وَبَعْضَ القَوَارِضِ كَالفِئْرَانِ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَقَدْ كَانَتِ العَرَبُ تَتَشَاءَمُ مِنَ البُومَةِ، وَيَظُنُّونَ أَنَّهَا مُنْذِرٌ بِوَفَاةِ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ البَيْتِ إِذَا وَقَعَتْ عَلَى سَطْحِ بَيْتِ أَحَدِهِمْ.

وَبَعْضُهُمْ يَعْتَقِدُ أَنَّ عِظَامَ المَيْتِ إِذَا بَلِيَتْ خَرَجَتْ رُوحُ المَيْتِ وَكَانَتْ في الهَامَةِ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِيُبْطِلَ هَذِه العَادَاتِ الجَاهِلِيَّةَ، وَبَيَّنَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ «لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَلَا هَامَةَ، وَلَا صَفَرَ» رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
4769 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  فتاوى متعلقة بالحديث الشريف

 السؤال :
 2024-08-08
 294
مَا مَعْنَى الحَدِيثِ الشَّرِيفِ: «إِنَّ مِنَ البَيَانِ لَسِحْرًا»؟
 السؤال :
 2023-11-23
 7983
مَا صِحَّةُ حَدِيثِ: (أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا اثْنَانِ: امْرَأَةٌ عَصَتْ زَوْجَهَا، وَإِمَامُ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ)؟
 السؤال :
 2023-09-17
 6350
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ سَيِّدَنَا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَفَضَ إِحْضَارَ كِتَابٍ أَرَادَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكْتُبَ فِيهِ للأُمَّةِ، حَتَّى لَا يَضِلُّوا مِنْ بَعْدِهِ؟
 السؤال :
 2023-08-07
 4661
مَا مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ»؟
 السؤال :
 2023-02-25
 4085
مَا صِحَّةُ الحَدِيثِ الشَّرِيفِ: «أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ»؟ وَمَا مَعْنَاهُ؟
 السؤال :
 2023-02-25
 2639
لَقَدِ انْتَشَرَتْ في صُفُوفِ النِّسَاءِ الأَحَادِيثُ المَكْذُوبَةُ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، مِنْ قِبَلِ بَعْضِ النِّسَاءِ اللَّوَاتِي يَتَظَاهَرْنَ بِأَنَّهُنَّ دَاعِيَاتٌ إلى اللهِ تعالى، فَمَا حُكْمُ ذَلِكَ؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5630
المقالات 3193
المكتبة الصوتية 4860
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 417760621
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :